في كلمات قليلة
صرح الباحث الروسي سيرجي أوتكين بأن فلاديمير بوتين لن يوافق على أي خطة سلام لا تعترف بانتصاره في أوكرانيا، وأنه مقتنع بمواجهة نظامية مستمرة بين موسكو والغرب. ويشير إلى أن الكرملين يشعر بقوة موقفه ومستعد لمواصلة الضغط العسكري إذا لم يحصل على تنازلات سياسية.
يرى سيرجي أوتكين، الباحث الروسي في جامعة هامبورغ، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يقبل أي خطة سلام لا تعترف بـ"انتصاره" في أوكرانيا. ويضيف أوتكين أن هاجس بوتين بأوكرانيا يترافق مع اعتقاده بوجود "مواجهة نظامية دائمة بين موسكو والغرب".
منذ أن أشاد فلاديمير بوتين بخطة ترامب في 21 نوفمبر، واصفاً إياها بأنها "أساس لتسوية سلمية نهائية"، لم يُدلِ الرئيس الروسي بأي تصريحات إضافية ولم يعلق على نتائج مفاوضات جنيف. ويفسر أوتكين ذلك بأن زعيم الكرملين لا يحبذ التصرف تحت الضغط. هو يفضل الآن ترك الكرة في ملعب الأوكرانيين والأوروبيين، ليروا ما إذا كانت المحادثات ستنجح أم لا. وفي حال فشلت، ستكون موسكو في موقف يتيح لها تحميلهم المسؤولية. في الأثناء، وكعادته، يراهن بوتين على سيناريوهات متعددة ويدرك أن الوقت في صالحه. وفي جميع الأحوال، لن تقبل روسيا خطة لا تعترف ضمنياً بانتصارها.
يشعر بوتين بأنه في موقف أقوى مما كان عليه قبل ثلاثة أشهر. فمنذ ذلك الحين، تراجعت مكانة أوكرانيا، عسكرياً بتقدم القوات الروسية على الأرض، وسياسياً مع فضائح الفساد في كييف. يستفيد الكرملين من هذه اللحظة. هو يريد وقف إطلاق النار فقط بعد دخول اتفاق السلام حيز التنفيذ بكل بنوده المقترحة، لتجنب مفاوضات لا نهاية لها بعد وقف مؤقت للقتال. في غضون ذلك، وبينما يدعم بوتين المحادثات حالياً، فإنه يواصل بأسلوب ساخر الضغط العسكري على كييف لتحذير الغرب: إذا لم يحصل على تنازلات سياسية، فبإمكانه مواصلة الحرب لسنوات عديدة قادمة.