في كلمات قليلة
عملاق الصناعة الألمانية ThyssenKrupp يبدأ أكبر عملية إعادة هيكلة في تاريخه، مما يؤدي إلى إلغاء 11 ألف وظيفة وخفض الإنتاج. يسلط هذا الحدث الضوء على أزمة خطيرة في الصناعة الألمانية التي تواجه تراجعًا في الإيرادات وتسريحًا جماعيًا للعمال.
تشهد الصناعة الألمانية أزمة تاريخية، ويتجلى ذلك بوضوح في عملية إعادة الهيكلة الواسعة التي يشهدها عملاق صناعة الصلب ThyssenKrupp. فقد شهدت الشركات الصناعية الألمانية خلال السنوات الثلاث الماضية انخفاضًا في إيراداتها بنسبة 6.2%، بينما تم إلغاء 120 ألف وظيفة صناعية في الأشهر الاثني عشر الماضية، منها 50 ألف وظيفة في قطاع السيارات.
وتستعد شركة ThyssenKrupp، التي تعد رمزًا لتاريخ الصناعة الألمانية ومهدًا للعديد من قراراتها المشتركة منذ تأسيسها عام 1811، لبدء أعمق عملية إعادة هيكلة في تاريخها.
وبموجب الاتفاق الموقع مع النقابات مساء الاثنين الأول من ديسمبر، سيتم إلغاء 11 ألف وظيفة بحلول عام 2030 من إجمالي 26 ألف وظيفة في الشركة. كما سيتم تخفيض إنتاج الأفران العالية ومصانع الدرفلة في دويسبورغ (ولاية شمال الراين-وستفاليا) من 11.5 مليون إلى 9 ملايين طن من الصلب سنويًا، قبل بيع محتمل لمستثمر أجنبي. يعد هذا تناقضًا في الوقت الذي تُعتبر فيه السيادة أولوية وطنية.
على الرغم من ذلك، قدمت ThyssenKrupp هذه العملية على أنها تحول نحو الانتعاش المستقبلي. وصرحت ماري جاروني، مديرة قسم الصلب في ThyssenKrupp، مساء الاثنين، بأن الشركة أصبحت الآن "جاهزة لمواجهة المستقبل"، مشيرة إلى حل "عقدة غوردية". ويتضمن الاتفاق أيضًا وعدًا بإنشاء موقع لإنتاج "الصلب الأخضر" باستخدام الهيدروجين، وهو ما كان قيد النقاش لعدة سنوات. ومع ذلك، من الصعب مشاركة هذا التفاؤل بالنظر إلى الصعوبات التي واجهتها المجموعة في السنوات الأخيرة.
تمثل الصناعة الألمانية ربع الناتج المحلي الإجمالي للبلاد وتوظف 7.4 مليون شخص بشكل مباشر.