في كلمات قليلة
يواجه حزب «فرنسا الأبية» اتهامات بمعاداة السامية بسبب صورة لحنونا، لكن أنصاره يظلون أوفياء لميلونشون ويرون الجدل هجوماً سياسياً مرتبطاً بموقفهم المؤيد لفلسطين وانتخابات 2027.
لا تزال الضغوط تتصاعد على حزب «فرنسا الأبية». في الجمعية الوطنية، وجه وزراء مجددًا اتهامات للحزب بـ«معاداة السامية». لا يزال الحزب في قلب الجدل منذ نشر صورة لسيريل حنونا، في أوائل مارس، تستخدم رموزًا نمطية عنصرية ضد اليهود.
تستمر الفضيحة، ومع ذلك، يرفض زعيم الحزب جان لوك ميلونشون الاعتذار، على عكس كوادر أخرى في الحزب. ويظل الأنصار أوفياء له.
«جان لوك ميلونشون هو فرنسا الأبية، وفرنسا الأبية هي جان لوك ميلونشون». على الرغم من كل شيء، يهز هذا الجدل الذي لا ينتهي قليلاً يقين دانيال، وهو متقاعد وناشط في «فرنسا الأبية» منذ حوالي عشر سنوات: «جان لوك ميلونشون بدأ يتقدم في السن، صحيح أنه يثير حفيظة بعض الأشخاص».
هذا رأي أقلية للغاية، حتى في خضم العاصفة الحالية واتهامات معاداة السامية، بعد نشر صورة سيريل حنونا. يعيش دانيال كل هذا بصعوبة بالغة. يقول وهو يذكر أن والده كان يهوديًا: «هذا مشين، إنه يؤلمني بشدة. لقد كان أسير حرب، هرب، وجاء إلى المنطقة الحرة في كان. لم أعرف جدتي لأبي لأنها رُحّلت إلى أوشفيتز».
محاولة إضعاف «الأبية»
يعتقد معظم المتعاطفين مع «فرنسا الأبية» أن حزبهم يدفع ثمن دفاعه عن القضية الفلسطينية. حتى أن آخرين يرون أن هذه الهجمات تهدف إلى إضعاف الحزب قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2027. هذا هو حال كارين فيشر، المنتخبة المحلية في لواريه: «نحن بصدد بدء حملة سياسية إعلامية من الهجمات المنهجية ضد القوة السياسية اليسارية التي لديها أفضل الفرص للفوز ضد اليمين المتطرف في الانتخابات الرئاسية».
تعتمد كل هذه الاستراتيجية المثيرة للانقسام غالبًا لـ«فرنسا الأبية» على هذا اليقين لدى أنصار الحزب بالفوز ضد «التجمع الوطني» في حال الوصول إلى جولة ثانية في عام 2027. ولتحقيق ذلك، يؤكد هؤلاء النشطاء من ضواحي باريس أن جان لوك ميلونشون هو أفضل ورقة رابحة لديهم: «لقد نشطت كثيرًا في الأحياء الشعبية لأنها الهدف المفضل لدى (الأبية)، وأنا، كل يوم في حملات الطرق على الأبواب، عندما نقول (جان لوك ميلونشون)، يقول الناس (تفضلوا بالدخول)».
تشكل الأحياء الشعبية خزانًا للممتنعين عن التصويت حيث توجد، وفقًا لنظرية جان لوك ميلونشون، الأصوات اللازمة لدفع «فرنسا الأبية» إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
