
في كلمات قليلة
في كييف التي مزقتها الحرب، أصبحت باقات الزهور رمزاً للقاءات العائدين من الجبهة، محولة كل لقاء إلى «عيد حب» مصغر. وفي المقابل، يلجأ العزاب إلى لقاءات المواعدة السريعة بحثاً عن شريك يتقاسمون معه قلق الحرب وضبابية المستقبل.
على رصيف محطة القطار الرئيسية في كييف، وبينما تتوقف القطارات محدثة صريراً، ينتظر الأوكرانيون وبأيديهم باقات الزهور. ورود، نرجس، توليب... إنه ليس عيد الحب، ومع ذلك، كل من يستقبلون أحباءهم قد اشتروا الزهور.
في الشارع، نفس الظاهرة. الزهور في كل مكان. لأنه في أوكرانيا، بعد ثلاث سنوات من الحرب، تشهد كل عطلة نهاية أسبوع عودة جنود من الجبهة أو نساء كن في المنفى، وتلتقي الأزواج مجدداً. في الشوارع، تضاعف عدد باعة الزهور، وكذلك أماكن تأجير الشقق لفترات قصيرة. لقد جعلت الحرب من كل لقاء عيد حب صغيراً.
ولكن في هذا الأحد من أوائل فبراير، في مطعم بوسط كييف، الرجال والنساء المجتمعون هم بالأحرى من أولئك الذين لا يحظون بهذه الفرصة: فهم ليس لديهم أحد ليشتروا له الزهور، والأهم من ذلك، ليس لديهم من يشاركونه قلق الحرب وعدم اليقين. إنهم عزاب. ربما لن يظلوا كذلك طويلاً؟ في هذا الأحد...