
في كلمات قليلة
قرية شاتونوف-غراس في الألب البحرية الفرنسية تحول أزقتها إلى معرض شعري مفتوح، حيث ينظم سكانها المحبون للشعر مسيرات في الطبيعة لإلقاء النصوص الأدبية.
بالقرب من مدينة غراس في منطقة الألب البحرية الفرنسية، تقع قرية فريدة تحتضن القوافي وتنبض بالشعر. إنها شاتونوف-غراس، بلدة جاثمة على مرتفع بقدر ما هي شاعرية، تتمتع بإطلالة بانورامية خلابة وسكان يتميزون بالدفء والجاذبية.
في أزقتها، تتوزع مقتطفات من أعمال كبار الشعراء مثل إيلوار، ورامبو، وفيرلين؛ فلكل شاعر ركنه، ولكل زاوية قصيدتها. تنتشر حوالي أربعين مقتطفة شعرية في شوارع هذه القرية التي تعود للعصور الوسطى، والتي يرجع تاريخ تأسيسها إلى القرن الثاني عشر. يتطلب اكتشافها بعض المشي على الحصى المرصوف، بين الجدران الحجرية العتيقة، للتوقف بين الحين والآخر والاستمتاع ببضعة أبيات شعرية.
تروي كارولين هيغلين، من مجموعة أصدقاء مكتبة شاتونوف: «عندما أذهب لجلب الخبز، أحاول دائمًا أن أحفظ كل القصائد المعلقة عن ظهر قلب».
مسيرة شعرية في أحضان الطبيعة
ينظم سكان القرية، الذين يحلو لهم تسمية أنفسهم «شعراء شاتونوف»، مسيرات فريدة يمتزج فيها المجهود البدني بالنشاط الذهني. خلال هذه الجولات في الطبيعة المحيطة، يتحول كل مشارك للحظات إلى راوٍ، يلقي نصًا شعريًا اختاره بعناية ويرغب في مشاركته مع رفاقه المتنزهين. وفي قلب الغابة، تُقابل كل قراءة شعرية بتصفيق حار ومنسجم من الحاضرين.
عندما تتجسد الكلمات وتحيا في المناظر الطبيعية الساحرة لمنطقة الكوت دازور، تصبح التجربة بمثابة نسمة منعشة للروح والعقل لهؤلاء الشغوفين بالشعر والأدب. يمكن الاطلاع على تفاصيل أوفى حول هذه المبادرة الثقافية المميزة في تقارير إعلامية تناولت هذه القرية الساحرة.