في كلمات قليلة
في قلب باريس الصاخب، تحتضن كور دي لاندستري مجموعة من الحرفيين والفنانين الذين يحافظون على التقاليد والمهارات اليدوية الفرنسية العريقة في جو قروي هادئ.
في قلب فوبور سان أنطوان، يُعدّ مدخل المبنى رقم 37 مكرر في شارع مونتروي بمثابة ممر يقودك خارج باريس. يختفي ضجيج السيارات والمارة، ليحل محله صمت لا يقطعه سوى زقزقة العصافير وضحكات أطفال المدرسة المجاورة.
في الفناء المرصوف بالحصى، تدعو النباتات الموضوعة في أوعية وكراسي الحديقة إلى الاسترخاء، بينما تتشابك أغصان نباتات الغار والعسلة مع واجهات المباني. تتنفس الساحات الثلاث المتجاورة عبق قرية ينسيك صخب العاصمة.
«نحن لسنا في باريس، نحن في الريف»، يهمس سيباستيان باربييه. ويضيف: «تاريخياً، هذا صحيح. أما الآن، فهو أمر رمزي». يستقبلنا هذا الشاب الثلاثيني، وهو نحات على الخشب ومذهب (يُطلق عليه «صانع الزخارف»)، في ورشته.
حولنا، تزين النقوش المذهبة الساعات، ومرآة ضخمة، وصور لويس الخامس عشر، ولويس السادس عشر، ولويس الثامن عشر، الذين يحدقون في الزائر وهم يرتدون زي التتويج.
