إدانة لوبان وتغطية فرانس إنفو الإعلامية

تُعد إدانة مارين لوبان موضوعاً حساساً ومثيراً للجدل يمس بقضايا الحياد والتعددية وترتيب أولويات الأخبار في سياق سياسي متوتر. يعتقد بعض المستمعين أنه تم التركيز بشكل خاص على تصوير نواب حزب التجمع الوطني كضحايا، وأنه تم منح رؤية كبيرة لحججهم.

إيمانويل دافييه: كيف قمتم ببناء التحرير لهذه السلسلة بأكملها؟ هل جعلتم ممثلي مختلف الحساسيات السياسية يتفاعلون؟

ريشار بلاس: من الواضح أنه عمل كبير قمنا به مسبقاً لأننا كنا نعلم، بغض النظر عن الحكم، أنه سيكون حدثاً سياسياً وقضائياً كبيراً جداً. وبالتالي، كان لدينا جهاز كبير جداً مخطط له ليوم الاثنين وقت صدور الحكم، مع وجود مراسلين، على سبيل المثال، في مدن مثل مونتارجي التي تعد دائرة انتخابية للتجمع الوطني، وفي فيلوربان كان لدينا ماتيلد إمبرتي مع ناخبين من اليسار. كان بنجامان إيلي في سافيني سور أورج حيث نعلم أن الأصوات كانت موزعة جداً بين الأحزاب الرئيسية. في المحكمة نفسها، كان لدينا يانيك فالت للجزء القضائي، وبييريك بونو للجزء السياسي. بييريك هو متخصصنا في شؤون التجمع الوطني في القسم السياسي. في الاستوديو، ماتيلد لومير من قسم الشرطة والعدالة لدينا. أوريلي هيربمون، نائبة رئيس القسم السياسي، رينو ديلي، كاتب افتتاحياتنا. لذا كان لدينا كل هذا الجهاز بالفعل مع صحفيينا. وبعد ذلك، بالطبع، بمجرد صدور القرار، شرحنا أولاً هذا الحكم، وما يحتويه بالضبط، وفي أي شيء أدينت مارين لوبان وجميع الآخرين. ثم كان لدينا ردود فعل سياسية، بالطبع من جميع الأطراف. كانت الأولى سيرييل شاتلان، من حزب أوروبا البيئة الخضر، ثم مانون أوبري عن حزب فرنسا الأبية، توماس ميناجيه عن التجمع الوطني، فرانسوا كزافييه بيلامي عن الجمهوريين. قمنا بمقابلة علماء سياسة وخبراء دستوريين لأننا كنا نعلم أن هذا القرار، أياً كان قرار المحكمة، سيكون له وزن كبير جداً. نحن نتحدث هنا، عندما نتحدث عن مارين لوبان، عن المرشحة النهائية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لذا كان لهذا وزن كبير. قدمنا آراء الأحزاب المختلفة وقبل كل شيء، شرحنا هذا الحكم.

كيف تقومون بإعلام الجمهور بقرار معقد من الناحية القانونية دون الدخول في التعليق السياسي؟

ريشار بلاس: إنه أمر معقد بالفعل، ولكن لهذا لدينا متخصصونا الذين تحدثت عنهم بشكل خاص في قسم الشرطة والعدالة. قمنا أيضاً بمقابلة قضاة ومحامين خارج هذه القضية، ولكن يمكنهم أن يوضحوا لنا الإجراءات، ويمكنهم أن يوضحوا لنا كيفية عمل القضاء، ويمكنهم أيضاً إبداء رأيهم في هذا القرار مقارنة بجميع القرارات الأخرى التي صدرت، حول خطورة القرار، عدم الأهلية للانتخاب. كل هذه الأسئلة، تناولناها قدر الإمكان لمحاولة معرفة ما إذا كنا ضمن ما يتم عادةً أم أنها كانت حقاً عدالة استثنائية. كل هذه الأسئلة، طرحناها على متخصصين بدلاً من الذهاب لسؤال أشخاص يعرفون أقل، مثل السياسيين الذين هم هناك لإعطاء آراء أكثر. وقد استمعنا إلى هذه الآراء. ولكن يجب أن تكون الحقائق مرتبطة بالآراء، كمرآة للآراء. هذا ما قدمناه على الهواء. ثم لم نقتصر على يوم الاثنين وقت صدور القرار. ولكن بعد ذلك، صباح الخميس، على سبيل المثال، كان لدينا على الهواء ماري سوزان لو كيو، المدعية العامة لدى محكمة الاستئناف في باريس، التي تمكنت من شرح كيفية عمل محكمة الاستئناف وكيف سيتم فحص هذا الاستئناف. ثم صباح الأربعاء، كان لدينا الرئيس الأول لمحكمة النقض، كريستوف سولار، الذي استطاع أيضاً أن يوضح لنا من وجهة نظر قضائية كيفية عمل القضاء الفرنسي.

ما هي المسؤوليات المحددة لإذاعة إخبارية مستمرة للخدمة العامة في تغطية قضية حساسة للغاية تتعلق بشخصية سياسية بارزة؟ ما هي، في رأيكم، المزالق التي يجب تجنبها؟

ريشار بلاس: المزالق الرئيسية هي أن نكون إما فقط في الرأي، وبالتالي، نفوت الجوهر، نفوت القضية، نفوت التفسيرات القضائية. والخطر الآخر هو أن نكون تقنيين للغاية، أن نكون متخصصين للغاية. المسألة القضائية تكون أحياناً معقدة جداً للفهم وبالتالي صعبة الشرح. لقد أخذنا الوقت الكافي للقيام بذلك. نحاول الاستمرار في القيام بذلك بانتظام عندما يعود الموضوع إلى الأخبار لأنه طوال الأسبوع، عاد كثيراً. لا يجب أن نكون فقط في الرأي، ولكن يجب أيضاً أن نسمع الناس وليس فقط السياسيين، الناخبين، كلنا ناخبون محتملون. وبالتالي، يجب أن يكون لدينا أيضاً تصور هؤلاء الناس، وأن نتمكن من سماعهم وقد فعلنا ذلك. كل هذا موضوع عاطفي جداً. ثم لم ننته بعد، حيث يوجد غداً يوم سياسي كبير مع اجتماع لحزب النهضة، ومظاهرة ينظمها الخضر وفرنسا الأبية، ثم تجمع التجمع الوطني. كل هذه المظاهرات، سنكون هناك.

أضيف أن المستمعين كانوا كثيرين جداً في مراسلتنا للتعليق على هذه الإدانة. يتم نشر جزء من هذه الرسائل على موقع وسيط إذاعة راديو فرنسا.