اضطرابات ضربات القلب: شائعة لكن العلاج متوفر بفضل التقنيات الحديثة

اضطرابات ضربات القلب: شائعة لكن العلاج متوفر بفضل التقنيات الحديثة

في كلمات قليلة

الرجفان الأذيني يصيب ثلث من تجاوزوا الخمسين، لكن العلاجات الحديثة، بما في ذلك مضادات التخثر الفموية المباشرة وتقنيات الاستئصال بالقسطرة (كالحرارة والبرودة)، توفر سيطرة فعالة على الاضطراب وتقلل بشكل كبير من مخاطر الجلطة الدماغية والموت القلبي المفاجئ.


تُعد اضطرابات نظم القلب، المعروفة باسم اضطراب ضربات القلب (اللانظمية)، من المشكلات الصحية الأكثر انتشاراً على مستوى العالم. ويؤكد الأطباء المتخصصون أن هذه الاضطرابات، رغم شيوعها، أصبحت قابلة للعلاج والسيطرة عليها بفعالية كبيرة بفضل التطورات الحديثة في مجال أمراض القلب.

من أبرز هذه الاضطرابات هو الرجفان الأذيني، الذي يصيب حوالي ثلث الأشخاص الذين تجاوزوا الخمسين عاماً. يتميز الرجفان الأذيني بضربات قلب سريعة وغير منتظمة، وقد يؤدي إهماله أو عدم الالتزام بالعلاج إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك فقدان الوعي والسقوط، كما حدث مع إحدى المريضات التي توقفت عن تناول أدويتها بانتظام.

الأسباب والمخاطر

ينشأ إيقاع القلب الطبيعي من مجموعة من الخلايا في الأذين الأيمن، تنتشر منها الإشارات الكهربائية لتنظم انقباضات القلب واسترخاءه. ويحدث عدم انتظام ضربات القلب عندما يصبح هذا الإيقاع سريعاً جداً أو غير منتظم.

تتعدد أسباب هذه الاضطرابات وتشمل: التقدم في السن، أمراض الشرايين التاجية، مضاعفات ما بعد النوبة القلبية (احتشاء عضلة القلب)، خلل في صمامات القلب، ارتفاع ضغط الدم، مشاكل الغدد الصماء، أو الإفراط في تناول المنبهات.

ويكمن الخطر الأكبر للرجفان الأذيني في زيادة احتمالية تكوّن الجلطات الدموية داخل الأذينين بسبب انخفاض تدفق الدم. هذا يزيد من خطر الإصابة بـ الجلطة الدماغية أو النوبة القلبية بمقدار أربعة أضعاف. لذا، يُعد تناول مضادات التخثر مدى الحياة أمراً ضرورياً للحد من هذه المخاطر.

تطور أساليب العلاج

شهدت أساليب علاج عدم انتظام ضربات القلب تطوراً ملحوظاً. ففي مجال مضادات التخثر، تم استبدال مضادات فيتامين ك التقليدية، التي تتطلب تعديلاً مستمراً للجرعات، بـ "مضادات التخثر الفموية المباشرة" (DOACs)، وهي أكثر سهولة في الاستخدام وأقل عرضة للتفاعلات الدوائية.

أما بالنسبة للتدخل المباشر على الإيقاع، فقد بدأت الأدوية المضادة لاضطراب النظم (مثل حاصرات بيتا ومثبطات قنوات الكالسيوم والبوتاسيوم) تتراجع لصالح قسطرة القلب التدخلية. وباستخدام القسطرة وتقنيات مثل الترددات الراديوية (الحرارة)، أو الاستئصال بالتبريد، أو الصدمات الكهربائية المصغرة (الاستئصال بالنبض الكهربائي)، يمكن للأطباء تدمير الخلايا القلبية التي تطلق الإشارات الكهربائية المسببة للاضطراب.

الوقاية من الموت المفاجئ

تُعد اضطرابات نظم القلب التي تصيب البطينين (الرجفان البطيني) الأكثر فتكاً، حيث تحدث غالباً بعد نوبة قلبية. ويشير الخبراء إلى أن ما يصل إلى 80% من حالات الموت القلبي المفاجئ تنتج عن الرجفان البطيني. لذلك، فإن الوقاية من السكتة القلبية في هذه الحالات تتطلب زرع أجهزة تنظيم ضربات القلب ومزيلات الرجفان التلقائية تحت الجلد.

نبذة عن المؤلف

أندريه - صحفي رياضي، يغطي الرياضات الأمريكية. تتيح تقاريره عن مباريات NBA وNFL وMLB للقراء الغوص في عالم الرياضة الأمريكية المثير.