
في كلمات قليلة
يناقش الخبراء تأثير المال على العلاقات الزوجية وكيف يمكن أن يعمق عدم المساواة بين الجنسين. يقدمون نصائح عملية حول كيفية التحدث بصراحة عن المال، توزيع النفقات بشكل عادل، واستخدام أدوات مالية لتعزيز الشراكة.
غالباً ما يصبح موضوع المال نقطة خلاف حادة في العلاقات الزوجية، وقد يؤدي إلى توتر كبير. من المعروف أن هناك تفاوتاً في الدخل بين الرجل والمرأة؛ تشير بعض البيانات إلى أن النساء في العلاقات يكسبن أقل بنسبة 42% في المتوسط من الرجال. هذا الفارق يتسع بشكل خاص بين سن 32 و 40 عاماً، وهي الفترة التي غالباً ما تشهد قدوم الأطفال.
كيف يمكن بناء توزيع عادل للمسؤوليات المالية في الزواج؟ من يدفع ثمن العشاء أو العطلات؟ والأهم، من يضحي بمساره المهني عند قدوم الأطفال؟ ناقش الخبراء هذه القضايا الشائكة، مؤكدين أن الخلافات المالية يمكن أن تعمق عدم المساواة القائمة بين الجنسين.
عدم المساواة المالية يبدأ مبكراً؛ حتى في سن المراهقة، غالباً ما تحصل الفتيات على مصروف أقل من الأولاد. لاحقاً، قد يؤدي هذا إلى مشاكل جدية، فمثلاً، تتقاعد النساء في كثير من الأحيان بمعاشات تقاعدية منخفضة، على الرغم من متوسط العمر الأطول لديهن. في العلاقة الزوجية، يمكن لهذه الفوارق أن تتكرر وتتضخم.
يصبح الفارق في الدخل واضحاً بشكل خاص بين سن 32 و40 عاماً، وهي الفترة التي تنجب فيها النساء أطفالاً. في هذا الوقت، غالباً ما يترقى الرجال مهنياً ويغيرون وظائفهم مرة أو مرتين، مما يؤدي إلى قفزات في الدخل لا تحدث بنفس القدر للنساء اللاتي غالباً ما يبقين في وظائفهن لدعم الأسرة ورعاية الأطفال.
هناك مثل شائع يقول: «عندما تحب لا تحسب». لكن الأخصائيين النفسيين والمعالجين الأسريين يخالفون هذا الرأي بشدة. على العكس تماماً، كلما كانت المشاعر أعمق، زادت أهمية الشفافية والحساب. التوقعات غير الملباة، الإحباطات المالية الصغيرة (مثل فاتورة لم تدفع أو هدية نُسيت في مناسبة) تتراكم في ما يشبه «حساباً لا واعياً» يمكن أن ينفجر خلال الأزمات أو عند الانفصال.
يرى الخبراء أن التحدث عن المال هو في الأساس سؤال عن قيمة الشريك في العلاقة: «هل تقدرني حق قدري؟ كيف تدعم طموحاتي وتساعدني على تحقيق ما هو مهم بالنسبة لي؟»
ما الحل إذن؟ يقدم الخبراء عدة توصيات. أولاً، تجنب الوقوع في فخين رئيسيين: تفويض الأمور المالية بالكامل للشريك (يجب الاهتمام بدخلك ونفقاتك ومدخراتك!) والتمسك بمبدأ 50/50 إذا كان دخل الشريكين مختلفاً. يعتبر توزيع المصاريف بالتناسب مع الدخل أكثر عدلاً.
من النصائح الأخرى: لا تخف من التحدث عن المال، خطط لقراراتك المالية مع الأخذ في الاعتبار المستقبل (اسأل نفسك: «كيف سيؤثر هذا علي بعد 5-10 سنوات؟»)، ناقش إمكانية التعويض المالي إذا كان أحد الشريكين يعمل بدوام جزئي لرعاية الأطفال. من المفيد أيضاً الاحتفاظ بجهات اتصال لمهنيين موثوقين مثل مستشار مالي، أو محامٍ.
بعض الأزواج يجدون نظام استخدام حسابات بنكية متعددة فعالاً: حساب شخصي لكل منهما، وحساب مشترك لجميع النفقات المنزلية (مثل فواتير، مصاريف صحية، وغيرها). من المهم أيضاً مراجعة الأمور المالية بانتظام، ربما مرة في الأسبوع أو الشهر، والتعامل معها كاجتماع عمل لمناقشة الميزانية والخطط.
عندما تنشأ الخلافات (وستنشأ حتماً)، من المهم تعلم كيفية «الخلاف الصحي». تحدث عن مشاعرك الخاصة («شعرت بالضيق عندما…»)، حاول فهم وجهة نظر الشريك دون إصدار أحكام، واسع دائماً للوصول إلى حل مشترك. الخلاف، كالمناقشة، يمكن أن يؤدي إلى تغيير إيجابي. يشير الخبراء إلى أن الأجيال الشابة من الرجال أصبحوا أكثر سعياً لتحقيق المساواة المالية في العلاقة. وهذا أمر طبيعي، فالاحترام المتبادل والتقدير لجهود الشريك يقوي العلاقة فقط.