
في كلمات قليلة
تواجه السجون الفرنسية أزمة متصاعدة في معدلات انتحار النزلاء بسبب ظروف الاحتجاز الصعبة كالعزل والاكتظاظ. مبادرات مثل خط الاستماع السري الذي أطلقته جمعية «SOS Amitié» توفر دعماً نفسياً حيوياً، لكنها تواجه تحديات نقص الموارد والاكتظاظ.
وفقاً لدراسة أجرتها هيئة الصحة العامة في فرنسا، تشهد بيئة السجون ارتفاعاً كبيراً في مخاطر الانتحار، حيث يؤدي العزل والاكتظاظ وانعدام الآفاق إلى تفاقم ضعف السجناء. في عام 2023، تم تسجيل 157 حالة انتحار لأشخاص مسجونين، مقارنة بـ 139 حالة في عام 2022، مما يظهر اتجاهاً تصاعدياً مقلقاً في حالات الانتحار داخل السجون.
يمثل إنشاء خط استماع سري من قبل جمعية «SOS Amitié» أحد الحلول لمواجهة يأس السجناء ومعاناتهم النفسية. مع تسجيل أكثر من 1600 مكالمة منذ إطلاقه في يناير 2025، يشهد هذا الخط على الحاجة الملحة للدعم النفسي في السجون.
توضح بلاندين فريمونديير، صاحبة المبادرة: «هذه خطوط خاصة، لا يتم الاستماع إليها أو تسجيلها»، مؤكدة على أهمية السرية للسماح للسجناء بالتعبير بحرية. وتضيف: «لا يتم وصم السجناء. إذا أرادوا إخبارنا بأنهم مسجونون، يمكنهم ذلك، وإلا فلا مشكلة». بالنسبة لهذه المتطوعة في جمعية «SOS Amitié»، تظل ظروف الاحتجاز عاملاً رئيسياً يزيد من تفاقم الوضع. وتذكّر هذه المعلمة السابقة للغة الفرنسية في السجون: «يوم السجين يمتد لـ 22 ساعة من أصل 24 في زنزانة مساحتها 9 أمتار مربعة. في أفضل الأحوال يكون بمفرده، ولكن أحياناً يكون هناك اثنان أو ثلاثة في الزنزانة الواحدة. لذا، نعم، هذا يكفي ليصاب المرء بالجنون».
هذا الحبس يعرفه خالد ميلودي جيداً. قضى هذا السارق السابق المتمرس حوالي 25 عاماً خلف القضبان. يقول خالد بصوت مضطرب: «كنت في نهاية المطاف، وفي لحظة ما أردت الهروب من مسؤولياتي والانتحار»، معترفاً بأنه شهد «ثلاثة أو أربعة سجناء ينتحرون في مؤسسات مختلفة» خلال فترة عقوبته. ورغم أنه قضى عقوبته اليوم، إلا أنه يناضل من أجل رعاية أفضل للسجناء، لا سيما من خلال ورش عمل الكتابة والشعر التي سمحت له بـ«البقاء على قيد الحياة».
كاستجابة لهذه الأزمة، ومنذ عام 2009، تحاول خطة وطنية فرنسية منع حالات الانتحار في السجون. يتم تدريب موظفي السجون على اكتشاف علامات الإنذار المبكر، وتم تعيين سجناء داعمين في بعض المؤسسات. ومع ذلك، تصطدم هذه الإجراءات بمشاكل الاكتظاظ السجني ونقص الموارد، مما يحد من فعاليتها في الحد من ظاهرة الانتحار بين السجناء.