
في كلمات قليلة
بعد هجوم دامٍ في مدرسة، تخطط السلطات الفرنسية لحظر بيع السكاكين للقاصرين وتعزيز الرقابة. تم ضبط أكثر من 180 سكيناً في المدارس خلال الشهرين الماضيين. يناقش الخبراء مدى خطورة المشكلة والتدابير الوقائية الأكثر فعالية.
عاد موضوع انتشار الأسلحة البيضاء في المؤسسات التعليمية الفرنسية إلى الواجهة بقوة بعد الاعتداء المأساوي في نوجان، حيث هاجم تلميذ موظفة في المدرسة بسكين، مما أدى إلى وفاتها. رداً على ذلك، أعلنت الحكومة عن نيتها تشديد التشريعات المتعلقة بالأسلحة البيضاء، وخاصة حظر بيعها للقاصرين.
وفقاً لأرقام وزارة الداخلية، تم ضبط ما لا يقل عن 186 سكيناً خلال أكثر من 6 آلاف عملية تفتيش مفاجئة وعشوائية في المدارس بجميع أنحاء فرنسا على مدار الشهرين الماضيين. وتم وضع 32 شخصاً قيد الحجز الاحتياطي. ومع ذلك، تشير الوزارة إلى أن هذه البيانات لا تزال بحاجة إلى التدقيق النهائي.
يختلف الخبراء ومديرو المدارس حول ما إذا كانت هذه الظاهرة تشكل اتجاهاً جديداً أو استمراراً لمشكلة قديمة. يدعو إريك ديباربيو، المتخصص في العنف المدرسي، إلى توخي الحذر عند تفسير الأرقام، مؤكداً أنه لا توجد بيانات مقارنة من السنوات السابقة. يشير إلى أن مديري المدارس كانوا يضبطون الأسلحة البيضاء حتى في التسعينات.
يؤكد مديرو المدارس وجود الأسلحة، لكنهم يشددون على أن الأسباب قد تكون متنوعة. ليس بالضرورة أن يكون الغرض عدوانياً دائماً؛ فقد يكون مجرد عادة، خاصة لدى الأطفال القادمين من المناطق الريفية، أو أداة كانت تستخدم، على سبيل المثال، لتناول طعام الغداء. ومع ذلك، حتى في هذه الحالات، تضطر المدارس إلى اتخاذ إجراءات.
تعتزم الحكومة تطبيق إجراء منهجي: أي حالة يتم فيها العثور على سلاح أبيض في المدرسة ستؤدي تلقائياً إلى عرض الأمر على مجلس التأديب وإبلاغ المدعي العام. ينظر بعض المديرين بعين الشك إلى هذا الإجراء، معتقدين أنه قد يكون مبالغاً فيه في الحالات التي لا توجد فيها نية سيئة.
يلاحظ عدد من مديري المدارس رغبة متزايدة لدى الطلاب في "الدفاع عن أنفسهم"، مما يؤدي أحياناً إلى حمل الأسلحة. كما تظهر اتجاهات لاستمرار النزاعات خارج أسوار المدرسة، وغالباً ما يغذيها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
يرى مديرون آخرون أن حمل السكاكين هو بالأحرى محاولة "للتخويف" أو لفت الانتباه أو تجاوز المحظورات من باب التباهي. ويشيرون إلى أن الأسلحة التي يتم ضبطها غالباً ما تكون سكاكين قابلة للطي أو سكاكين جيب صغيرة، وليست أسلحة مطبخ خطيرة. ومع ذلك، فإن مجرد وجودها يثير القلق.
فيما يتعلق بالإجراءات الأمنية، تباينت الآراء أيضاً. يرى بعض المديرين أن بوابات الكشف عن المعادن ستخلق مشاكل في تدفق الطلاب، بينما قد يكون لكاميرات المراقبة تأثير رادع أكبر. يتفق الخبراء ومديرو المدارس على أن العنصر الأساسي هو تعزيز العمل الوقائي ودعم الكوادر التربوية والنفسية في المدارس. ويشيرون إلى تزايد عدد الطلاب الذين يعانون من مشاكل نفسية مقابل نقص في عدد المساعدين التربويين والأخصائيين، وهو ما يعتبرونه أحد أسباب تفاقم الوضع.
وكان وزير التربية قد أشار سابقاً إلى ضرورة معالجة مسألة الصحة النفسية للطلاب، إلا أن المدعي العام في قضية نوجان أوضح أن التلميذ المهاجم لم يكن يعاني من اضطراب نفسي مشخص، لكنه أبدى "افتتاناً بالموت" و"فقداً للمفاهيم المتعلقة بقيمة الحياة البشرية".