
في كلمات قليلة
أظهر تقرير للشرطة الفرنسية أن جرائم القتل ومحاولاتها زادت بنسبة 33% في فرنسا بين عامي 2021 و2024. كان عام 2023 الأشد عنفًا بسبب صراعات العصابات في مارسيليا، ولا يزال الاتجاه العام تصاعديًا، مع تورط مجرمين أصغر سنًا واستخدام أساليب جديدة وتهديد للمسؤولين.
شهدت فرنسا ارتفاعًا مقلقًا في عدد جرائم القتل ومحاولاتها، حيث زادت بنسبة 33% بين عامي 2021 و2024، وفقًا لتقرير صادر عن الشرطة الفرنسية.
يشير التقرير إلى أن عام 2023 على وجه الخصوص كان عامًا "غير مسبوق من حيث الشدة". ففي هذا العام، سجلت الشرطة 418 حادثة (بزيادة 38% عن عام 2022) أسفرت عن 598 ضحية، منهم 139 قتيلًا.
يعود هذا الارتفاع الكبير بشكل أساسي إلى المواجهات العنيفة بين تجار المخدرات في مدينة مارسيليا. فقد تسبب الصراع بين عصابتي "DZ Mafia" و"Yoda" في 63 جريمة قتل أو محاولة قتل في مارسيليا وحدها خلال عام 2023 (من أصل 81 حادثة في المدينة).
وعلى الرغم من تسجيل انخفاض طفيف في جرائم القتل عام 2024 (367 حادثة، 525 ضحية، 110 قتلى)، وهو ما تفسره الشرطة بـ"تهدئة هذه الحرب الداخلية" في مارسيليا، إلا أن التقرير يحذر من أن هذا الانخفاض المؤقت "يجب ألا يحجب اتجاهًا لا يزال صاعدًا بوضوح"، بما في ذلك في المدن الصغيرة والمتوسطة التي كانت في السابق بمنأى عن هذه التوترات.
يؤكد التقرير أن عدد المدن المتضررة من هذه الظاهرة آخذ في الازدياد، حيث ارتفع من 144 بلدية عام 2021 إلى 173 مدينة في العام الماضي.
بالإضافة إلى الانتشار الجغرافي، يتغير أيضًا ملف الجناة. وفقًا للتقرير، يصبح مرتكبو جرائم القتل أصغر سنًا. ففي 23% من القضايا التي تم حلها، تورط قتلة مأجورون تقل أعمارهم عن 20 عامًا. يتقاضى هؤلاء ما يصل إلى 20 ألف يورو لكل عملية، ويتم تجنيدهم غالبًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويلجأون بشكل متزايد إلى الخطف والتعذيب.
ومن الاتجاهات البارزة الأخرى، اللجوء إلى الاستعانة بمصادر خارجية. تفضل جماعات الجريمة المنظمة توكيل تنفيذ عملياتها الانتقامية إلى عناصر من خارجها. تلاحظ الشرطة كيف يتم تصدير "خبرة مارسيليا" في هذا المجال إلى جميع أنحاء البلاد، بينما تعمل فرق محترفة من منطقة إيل دو فرانس (باريس) في مدن مثل تولوز ورين وليون ونيس، وحتى في مارسيليا نفسها. يشير التقرير إلى حالات استعان فيها عشائر متناحرة من بيربينيان بمرتزقة بلغار وفريق قتلة من مارسيليا، بينما نفذت فرق مرتبطة بتجارة المخدرات من إيل دو فرانس "عقودًا" لصالح "مافيا الموكرو".
كما يتزايد التهديد الذي يطال ممثلي السلطة والشخصيات العامة. يسرد التقرير أمثلة لتهديدات وجهها عضو في "DZ Mafia" لمديرة سجن وقاضيين في نوفمبر الماضي، ومحاولة اختطاف محامٍ في كوت دور على يد مجموعة من أربعة أشخاص في فبراير.
يختتم التقرير بالقول إن "الجريمة المنظمة تسعى عمدًا لفرض ميزان قوى مع الدولة". ويشدد بشكل خاص على دور جماعات مثل "DZ Mafia" في مارسيليا. "مستوى العنف الحالي لهذه المنظمة والتهديدات التي وجهتها بالفعل ضد ممثلي المؤسسات يدفعان للخوف من إمكانية قيامها بتهديد حياة بعضهم فعليًا. شبكات إجرامية أخرى قد تكون خططت لأعمال مماثلة"، وفقًا للتقرير.