
في كلمات قليلة
أظهرت دراسة أن أقل من ربع البالغين يلتزمون بتناول "خمس حصص من الفواكه والخضروات يومياً"، وهي توصية حيوية للوقاية من الأمراض المزمنة. وتؤكد الدراسة أن سوء التغذية مسؤول عن وفاة واحدة من كل خمس وفيات عالمياً، مشيرة إلى أن العوامل الديموغرافية والاجتماعية تلعب دوراً كبيراً في تحديد مدى التزام الأفراد بهذه المبادئ الصحية.
كشفت دراسة جديدة عن أن أقل من ربع البالغين يلتزمون بالتوصية الغذائية المعروفة عالمياً بتناول "خمس حصص من الفواكه والخضروات يومياً"، مما يسلط الضوء على أزمة صحية عامة متفاقمة في الدول الصناعية.
تُعد التغذية غير المتوازنة مسؤولة عن وفاة واحدة من كل خمس وفيات على مستوى العالم، أي ما يقرب من 10 ملايين حالة وفاة سنوياً. ويُعترف الآن بأن النظام الغذائي الصحي هو أحد أفضل وسائل الحماية ضد الأمراض المزمنة مثل السرطان والسكري وأمراض القلب. ومع ذلك، تشير البيانات إلى أن الوعي بهذه التوصيات لا يترجم إلى تطبيق عملي.
وفقاً للدراسة، فإن 24% فقط من النساء البالغات و 18% من الرجال يتبعون قاعدة "خمس حصص يومياً". والأكثر إثارة للقلق هو أن 65% من الرجال و 57% من النساء يعتبرون "مستهلكين قليلين" (أقل من 3.5 حصص يومياً). ويُذكر أن النقص في تناول الفواكه والخضروات يساهم في 14% من الوفيات الناجمة عن سرطانات الجهاز الهضمي، و 11% من الوفيات بسبب أمراض القلب الإقفارية، و 9% من الوفيات الناتجة عن حوادث الأوعية الدموية القلبية.
توصيات غذائية أخرى
فيما يتعلق بالتوصيات الأخرى، يظهر التزام مماثل بالضعف:
- البقوليات: على الرغم من أن ما يقرب من 80% من البالغين على دراية بالتوصية بتناول البقوليات (مثل العدس والحمص والفاصوليا الجافة) مرتين على الأقل أسبوعياً، إلا أن 23% فقط يستهلكونها بالقدر الموصى به.
- الحبوب الكاملة: أقل من 35% يعرفون التوصية بتناول الحبوب الكاملة (الخبز الكامل، الأرز البني، المعكرونة الكاملة) مرة واحدة على الأقل يومياً، ومع ذلك، يلتزم بها حوالي 29% من الرجال و 26% من النساء.
يساعد تناول الحبوب الكاملة والبقوليات على زيادة الألياف، التي ثبت أنها غير كافية لدى ما يقرب من تسعة من كل عشرة بالغين، على الرغم من ارتباط استهلاكها بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
العوامل الاجتماعية والديموغرافية
تلعب العوامل الاجتماعية والاقتصادية دوراً كبيراً في الالتزام بالتوصيات الغذائية. بشكل عام، تحقق النساء نتائج أفضل قليلاً من الرجال، وكبار السن أفضل من الشباب، والأشخاص ذوو المؤهلات التعليمية العالية أفضل من غيرهم.
كما أن الأسر، وخاصة الأسر وحيدة الوالد، تستهلك الفواكه والخضروات بكميات أقل من الأزواج الذين ليس لديهم أطفال. وفيما يتعلق بالحبوب الكاملة والبقوليات، يميل الشباب وسكان المناطق الحضرية إلى تحقيق نتائج أفضل. ومن المفارقات، أن الأشخاص الأكثر ثراءً يستهلكون كميات أقل من البقوليات والحبوب الكاملة، وهو ما قد يُفسر بانخفاض تكلفة هذه الأطعمة.
بالإضافة إلى ذلك، يلاحظ أن المشروبات السكرية يتم استهلاكها بشكل أكبر بين الشباب (29% من الفئة العمرية 18-24 عاماً يتجاوزون الكوب اليومي الموصى به) وبين الفئات الأقل دخلاً، مما يشير إلى وجود تفاوتات إقليمية واجتماعية كبيرة تتطلب تدخلاً مستهدفاً في مجال الصحة العامة.