دراسة تكشف: قرابة 4% من الرجال تعرضوا لعنف جنسي خلال حياتهم - "صمت استمر لأكثر من 30 عامًا"

دراسة تكشف: قرابة 4% من الرجال تعرضوا لعنف جنسي خلال حياتهم - "صمت استمر لأكثر من 30 عامًا"

في كلمات قليلة

تكشف دراسة حديثة عن أرقام صادمة بشأن العنف الجنسي ضد الرجال، مشيرة إلى أن حوالي 4% منهم تعرضوا له، غالباً في مرحلة الطفولة. وتؤكد الدراسة على الصعوبة التي يواجهها الرجال في الحديث عن هذه التجارب المؤلمة.


في سابقة من نوعها، نُشرت دراسة علمية شاملة تتناول حصرياً قضية العنف الجنسي ضد الرجال. قام المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية (Ined) في فرنسا بتحليل عشرات الآلاف من البيانات المأخوذة من دراسة سابقة أجريت عام 2015، بهدف فهم أعمق لهذه الظاهرة المحاطة بالتابوهات.

وخلصت الدراسة إلى أن 3.9% من الرجال أفادوا بتعرضهم لعنف جنسي خلال حياتهم، مقابل 14.5% من النساء. وتكشف الأرقام أن في 8 من كل 10 حالات، يقع هذا النوع من العنف على الذكور وهم لا يزالون قاصرين.

فترة التعرض للعنف الجنسي لدى الرجال تكون أقصر بكثير مما هي عليه لدى النساء. ويكاد يكون مرتكبو هذا العنف دائماً ذكوراً آخرين، ويحدث ذلك بشكل رئيسي قبل سن 14 عاماً، وغالباً ما يكون داخل محيط الأسرة أو الدائرة المقربة.

يقول لوران بوير، مؤسس جمعية "الفراشات البيضاء" التي تكافح العنف ضد الأطفال: "كنت ضحية من سن 6 إلى 9 سنوات. حالتي تقع تماماً ضمن ما كشفته الدراسة". ويضيف: "كان الجاني هو أخي الأكبر مني بـ 10 سنوات. استغرق مني الأمر أكثر من 30 عاماً لأتمكن من البوح بما حدث".

في مرحلة المراهقة، يمكن أن ينتقل العنف من الفضاء الأسري إلى البيئة المدرسية، أو أماكن الترفيه والرياضة، كما يروي الروائي أدريان بورن.

يقول بورن: "كنت ضحية في صيف عام 1993 لمشرف في مخيم صيفي اعتدى عليّ كل يوم لمدة أسبوع في غرفتي. عدت إلى المنزل بعد المخيم ولم أحكِ شيئاً أبداً". ويتابع: "أغلقت الباب تماماً على ما حدث لأكثر من 20 عاماً".

تؤكد الدراسة بوضوح أن الرجال ما زالوا يجدون صعوبة كبيرة في الحديث عن العنف الجنسي الذي تعرضوا له. ولهذا السبب أسس لوران بوير جمعيته.

يوضح بوير: "الضحايا لا يجرؤون على التحدث بسبب خوف لا واعٍ من أن يصيبهم مكروه. لكن لا أحد يمنعنا من الكتابة. لهذا أسست هذه الجمعية بشعار 'إذا لم تستطع قوله، فاكتبه'، وسنقوم بتركيب صناديق بريد على شكل فراشات في المدارس والنوادي الرياضية…"

الأهم هو إخراج الكلمات إلى العلن. لكن بالنسبة لأدريان بورن، لم تساعده عائلته ولا أساتذته ولا زملاؤه في الفصل على تحقيق هذا التحرر في البوح. يتذكر قائلاً: "أن تروي لأصدقائك في تلك المرحلة أن رجلاً اعتدى عليك كان أمراً مستحيلاً ببساطة، على الأقل بالنسبة لي في ذلك الوقت". وهكذا، تؤكد الدراسة أن الرجال غالباً ما يضطرون للصمت، حتى بعد مرور سنوات طويلة.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.