حل لمكافحة الصيد الجائر: اقتراح بإنشاء آلاف المناطق البحرية المحمية الصغيرة

حل لمكافحة الصيد الجائر: اقتراح بإنشاء آلاف المناطق البحرية المحمية الصغيرة

في كلمات قليلة

ناقش مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات مشكلة الصيد الجائر الذي أضر بأكثر من 70% من المخزونات. اقترح العلماء إنشاء آلاف المناطق البحرية المحمية الصغيرة كحل لاستعادة الأعداد وتحقيق فوائد اقتصادية.


تدهور الثروة السمكية بسبب الصيد الجائر وصل إلى مستويات حرجة، مما يؤثر على أكثر من 70% من مخزونات الأسماك في العالم. وسط قلق متزايد بشأن حالة المحيطات، قدم العلماء حلاً محتملاً خلال المؤتمر الثالث للأمم المتحدة للمحيطات في نيس. خلال القمة التي جمعت أكثر من 60 من رؤساء الدول والحكومات، كان إنشاء مناطق بحرية محمية أحد القضايا الرئيسية المطروحة.

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه إزاء حالة البيئة البحرية، مشيراً إلى أن التقدم في إنشاء المحميات البحرية غير كافٍ. حالياً، يتم حماية حوالي 3% فقط من سطح المحيطات، وهو ما يمثل تأخراً كبيراً عن الأهداف المعلنة. وتشير الدراسات الدولية إلى أن ما يصل إلى 95% من المناطق المحمية الحالية لا تعمل بفعالية، ويعود ذلك جزئياً إلى ممارسة الصيد بالجر القاعي المدمرة.

الصيد بالجر القاعي، الذي يستخدم شبكات ثقيلة تجرف قاع البحر، يدمر النظم الإيكولوجية تحت الماء ويطلق غاز ثاني أكسيد الكربون المحتجز في القاع إلى الغلاف الجوي. التزمت الدول بحماية 30% من أراضيها وبحارها بحلول عام 2030، لكن تحقيق هذا الهدف يبدو صعباً بالوتيرة الحالية.

ومع ذلك، تقترح مجموعة من العلماء نهجاً مبتكراً. يتمثل الحل في إنشاء عدد كبير من المناطق البحرية المحمية الصغيرة بدلاً من المناطق الكبيرة، وذلك ضمن المياه الإقليمية والمناطق الاقتصادية الخالصة للدول. يقدر عالم المحيطات في ناشيونال جيوغرافيك، إنريك سالا، أن تحقيق هدف 30% بحلول عام 2030 سيتطلب إنشاء ما مجموعه 188 ألف منطقة محمية صغيرة، أي حوالي 85 منطقة يومياً.

يمكن لهذه المناطق الصغيرة، التي تقل مساحتها عن 10 كيلومترات مربعة (معظم المناطق المحمية الحالية أصغر من هذا الحجم)، أن تكون فعالة حتى في المناطق التي تشهد صيداً مكثفاً. مثال على ذلك أرخبيل جزر ميديس في كاتالونيا بإسبانيا. هذه المنطقة البحرية المحمية الصغيرة التي تبلغ مساحتها كيلومتر مربع واحد فقط تدر على المنطقة حوالي 10 ملايين يورو سنوياً من السياحة، مقابل استثمارات سنوية تبلغ 2 مليون يورو. هذا يوضح الفائدة الاقتصادية المباشرة والقابلة للقياس لإنشاء المناطق المحمية.

الميزة الرئيسية لهذا النهج، وفقاً للعلماء، هي قدرته على استعادة مخزونات الأسماك بسرعة، وخاصة اليرقات. نظراً لأن حوالي 4% فقط من إجمالي المصيد العالمي يأتي من أعالي البحار، فإن استعادة أعداد الأسماك في المياه الساحلية أمر بالغ الأهمية. يؤكد الخبراء، مثل مدير الأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي (CNRS) جواكيم كلوديه، فعالية المناطق الصغيرة في تجديد اليرقات.

لتسريع عملية إنشاء هذه المناطق، يُقترح نقل الصلاحيات ذات الصلة إلى المستوى البلدي أو الإقليمي، بدلاً من المستوى الحكومي المركزي.

نبذة عن المؤلف

أندريه - صحفي رياضي، يغطي الرياضات الأمريكية. تتيح تقاريره عن مباريات NBA وNFL وMLB للقراء الغوص في عالم الرياضة الأمريكية المثير.