
في كلمات قليلة
سؤال إزالة برعم الثوم هو في المقام الأول مسألة تفضيل شخصي من حيث المذاق. الأبحاث العلمية لا تدعم تسببه بمشاكل الهضم، بل قد يشير بعضها إلى زيادة فوائده المضادة للأكسدة. لكن يفضّل إزالته لتجنب طعمه المر، خصوصاً في الأطباق النيئة.
غالباً ما يطرح عشاق الطهي هذا السؤال: هل من الضروري التخلص من البرعم الأخضر الذي ينمو داخل فص الثوم قبل استخدامه في وصفاتك؟
بعض الطهاة لا يستخدمون الثوم أبداً دون إزالة هذا البرعم، بينما يتجاهله آخرون تماماً. باختصار، الأمر يعتمد بشكل أساسي على التفضيل الشخصي والمذاق.
يعتقد البعض أن البرعم الأخضر الصغير هو السبب وراء الشعور بالانتفاخ أو مشاكل الجهاز الهضمي بعد تناول الثوم. لكن الأبحاث العلمية الحديثة لا تدعم هذا الادعاء بشكل قاطع. على سبيل المثال، دراسات بحثية لم تجد علاقة مباشرة بين وجود البرعم وظهور أعراض اضطراب الجهاز الهضمي.
على العكس من ذلك، تشير دراسات منشورة في مجلات علمية مرموقة إلى أن عملية إنبات الثوم (ظهور البرعم) قد تزيد في الواقع من إمكاناته كمضاد للأكسدة. يفترض الباحثون أن الإنبات يحفز إنتاج مركبات كيميائية نباتية مختلفة ومفيدة للصحة. لذلك، قد يكون استخدام فصوص الثوم التي بدأت في الإنبات فكرة صحية جيدة.
ومع ذلك، إذا كان البرعم صحياً، فله تأثير على المذاق. النقطة الرئيسية التي تدفع الكثيرين لإزالته هي طعمه الذي قد يكون مراً بعض الشيء. هذه المرارة قد تكون واضحة ومزعجة، خاصة في الأطباق التي لا يتم طهيها، مثل الصلصات الباردة أو التتبيلات. لهذا السبب، قد يكون من الأفضل إزالة البرعم إذا كنت تخطط لاستخدام الثوم نيئاً.
إذا قررت إزالة البرعم لأسباب تتعلق بالمذاق، فالأمر بسيط: ما عليك سوى قطع فص الثوم إلى نصفين طولياً وإخراج الجزء الأخضر الصغير بلطف باستخدام طرف سكين أو حتى بأصابعك.
بغض النظر عن وجود البرعم، يظل الثوم بحد ذاته يعتبر "غذاءً خارقاً" (سوبر فود) وكنزاً من الناحية الصحية. فهو غني بالمعادن الأساسية مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم، بالإضافة إلى العناصر النادرة مثل الحديد والزنك والسيلينيوم. هذه التركيبة الغنية تساعد في مكافحة شيخوخة الخلايا بفضل مضادات الأكسدة القوية التي يحتوي عليها.
علاوة على ذلك، يُعرف الثوم بقدرته على المساعدة في محاربة نزلات البرد والإنفلونزا. يحتوي على مركب الأليسين، وهو مركب كبريتي يتمتع بخصائص مضادة للبكتيريا، مضادة للعدوى، ومضادة للفيروسات.
في الخلاصة، قرار إبقاء البرعم الأخضر في الثوم أو إزالته يعود في النهاية إلى تفضيلك الشخصي وطبيعة الطبق الذي تعده. لكن من الناحية العلمية والصحية، وجود البرعم ليس ضاراً، بل قد يحمل فوائد إضافية.