
في كلمات قليلة
كشف الإعلامي الفرنسي الشهير جيرار هولتز عن تفاصيل مؤلمة من طفولته، حيث عانى من مرض خطير وإصابة بالغة كادت تودي بحياته. قضى هولتز عامين في مصحة بعيداً عن أسرته، لكنه استلهم من هذه التجربة قوة للتحدي وتحقيق النجاح في حياته المهنية.
استضاف برنامج «Un dimanche à la campagne» (أحد في الريف) الإعلامي والمعلق الرياضي والممثل الفرنسي الشهير جيرار هولتز، حيث قدم رواية مؤثرة ومفجعة عن طفولته.
شارك هولتز في البرنامج اعترافاً عاطفياً حول ذكريات طفولته التي طبعتها المعاناة والمرض. قال هولتز إنه أصيب بالعدوى الأولية، وهي شكل من أشكال السل يصيب الأطفال، وذلك بين سن التاسعة والحادية عشرة. وصرح بنبرة مؤثرة: «أعتقد أنني كنت في الحادية عشرة والنصف عندما غادرت المصحة الوقائية».
وأوضح أن سبب تدهور حالته الصحية كان حادثاً مؤلماً. يروي: «أخذني جدي إلى غابة فينسين لنتأرجح. انزلقت تحت الأرجوحة وأصبت بفروة الرأس، بمعنى أن الجلد انسلخ بالكامل إلى الخلف»، واصفاً ما حدث بإشارة بيده فوق رأسه. وأضاف: «جاء جدي وأعاد شعري مكانه. لا يزال لدي الندبة»، ثم أظهر الندبة لزملائه.
وتابع سرد قصته المؤلمة: «لقد فقدت الكثير من الدم لدرجة أنني كنت ضعيفاً جداً، وأصبت بالسل الذي يصيب الأطفال». قضى الصبي الصغير عامين من حياته في مصحة وقائية (مؤسسة علاجية للأشخاص المعرضين للسل) في منطقة كوريز، يتناول المضادات الحيوية بشكل مستمر. واعترف: «هناك كدت أموت حقاً».
وصف هولتز مكان إقامته في تلك الفترة بأنه لم يكن مبهجاً على الإطلاق. قال: «كان أشبه بمدرسة داخلية طبية، دير قديم بكنيسة ضخمة، جدران رمادية، زهد غير عادي. كان هناك أناس طيبون، لكن حقيقة عندما تكون طفلاً هكذا، تسأل نفسك: “ماذا سيحدث لي؟ كم من الوقت سأبقى هنا؟” لم أعد أرى أي مخرج إطلاقاً».
وسط هذا البؤس، يتذكر جيرار هولتز شخصاً واحداً أضاء تلك الأوقات المظلمة. يعترف بابتسامة حنين: «ممرضة كانت تأتي لتمسك بيدي ليلاً عندما ترتفع حرارتي أو ما شابه ذلك. أتذكر ذلك». وأضاف: «لا بد أنني كنت أحبها بالفعل، كنت أراها كجنية تأتي ليلاً لتمسك بيدي وتقول لي إنني سأتحسن. كنت تقريباً في حلم».
لكن كل لطف واهتمام الطاقم الطبي لم يستطع أن يعوض غياب والديه. «لطالما كنت أناديهما "ماموشكا" و "بابوشكا". كنت أتساءل: "متى سيأتيان؟ أنا بحاجة إليهما، الأمر كان جسدياً. كان مروعاً". لقد تلقيت العلاج، لكن الأمر استمر عامين، عامين بدون والدي»، تأسف هولتز، موضحاً أن تكلفة الرحلة إلى مركز العلاج كانت باهظة جداً على أسرته. «لم يكن لديهم المال. زاروني مرة واحدة».
بعد تماثله للشفاء، استعاده والداه، وقام بزيارة طبيب أعطاه تشخيصاً كاد أن يغير مجرى حياته. يقول هولتز: «قال لوالدي: "هل ترون كم هو هزيل هذا الطفل، لن يتمكن أبداً من ممارسة الرياضة في حياته"». لكن هولتز قرر عدم الاستماع إليه. «هذا لم يجعلني أتجاهله فحسب، بل أشعل فيّ روح التمرد. قلت لنفسي إنه مخطئ وسيبقى مخطئاً طوال حياته. خرجت من المصحة الوقائية، وبدأت الحياة»، يختتم حديثه. وبفضل إصراره، أصبح فيما بعد إعلامياً تلفزيونياً ومعلقاً رياضياً بارزاً في المشهد الإعلامي الفرنسي.