
في كلمات قليلة
تروي رافاييل، وهي أم تبلغ من العمر 40 عامًا، تجربتها المروعة التي استمرت عقدين من الزمن مع شريك مسيطر ونرجسي. بعد سنوات من العزلة والغيرة والتلاعب، بدأت تدرك حقيقة وضعها بعد مشاهدة فيلم وثائقي، مما أشعل معركتها من أجل الحرية والخوف على حياة أطفالها.
في أحد أيام يونيو 2023، كانت رافاييل* (40 عامًا) تنتظر بمفردها في غرفة معيشتها للذهاب لإحضار طفليها من المدرسة. كانت الأفعال الأخيرة لفنسنت تثير قلقها وتساؤلاتها. بعد أن حذف تعليقات الرجال من منشوراتها على إنستغرام وقام بتثبيت نظام تحديد المواقع على هاتفها الذكي، ما الذي سيكون قادرًا على فعله بعد ذلك؟ هل يتجسس على حساباتها الأخرى على وسائل التواصل الاجتماعي؟ هل يراقب بريدها الإلكتروني؟ هل يتفقد حساباتها المصرفية؟ كانت شكوكها تدور في حلقة مفرغة، وازدادت حدة منذ أن شاهدت بالصدفة فيلمًا وثائقيًا قبل بضعة أسابيع.
في ذلك الفيلم، وصفت نساء تجاربهن مع السيطرة النرجسية والحياة اليومية التي تنجم عنها؛ وهي نفس الحياة التي عاشتها رافاييل على مدى 18 عامًا. كانت الصدمة هائلة. تقول: "عندما استمعت إليهن، اكتشفت الشبكة التي أقع فيها، ولم أتمكن من رؤية أي مخرج".
بدأت القصة قبل عشرين عامًا، في ظهيرة يوم من عام 2005، عندما التقت رافاييل بفنسنت في المكتبة. كانت تلك بداية عقدين من السيطرة الخانقة. تروي رافاييل كيف تم عزلها اجتماعيًا بشكل تدريجي، وكيف عانت من نوبات الغيرة والغضب والتلاعب المستمر. لكن مع مشاهدة ذلك الوثائقي، بدأت مرحلة الوعي، ومعها بدأت حربها من أجل التحرر.
الخوف الأكبر لم يكن على نفسها، بل على أطفالها. تقول بصوت يرتجف: "كان الأمر فظيعًا بالنسبة للأطفال، لم يفهموا لماذا يغادر والدهم مع الشرطة، وأصبحت أنا في نظرهم الشخص السيئ". وتضيف: "لقد شعرت بالخوف على أطفالنا، الخوف من أن يقتلهم". هذه الشهادة تسلط الضوء على الجحيم الخفي الذي يعيشه ضحايا التلاعب النرجسي، والحرب الصامتة التي يخوضونها من أجل حماية أنفسهم وأحبائهم.
*تم تغيير الاسم حفاظًا على الخصوصية.