
في كلمات قليلة
كورتكس ميديا هي منصة إلكترونية شاملة تجعل المعلومات والثقافة متاحة ومفهومة للأشخاص ذوي الإعاقة وغيرهم. تقدم المنصة محتوى متنوعًا مع ميزات وصول متقدمة لدعم الإدماج الكامل. تم الاعتراف بالمنصة من قبل الأمم المتحدة كواحدة من أفضل المبادرات العالمية في مجال الإدماج.
قبل عامين، انطلقت منصة "كورتكس ميديا" الإلكترونية لتقدم محتوى غنيًا وشاملاً بنسبة 100%. تطمح هذه المنصة إلى جعل المعلومات والثقافة مفهومة ومتاحة للجميع، متجاوزة التحديات المرتبطة بالصحة والنمو العصبي والإعاقة.
يؤكد بنجامين لوران، مؤسس المنصة، على أهمية التمييز بين «الوصول إلى المعلومات وفهمها»، مشددًا على أن الأمرين ليسا واحدًا.
توصف "كورتكس ميديا" بأنها "نتفليكس الإعاقة والصحة والاستقلالية"، وهي تمثل نسمة هواء منعش في المشهد السمعي البصري الذي غالبًا ما يهمش قضايا الإعاقة. تقدم المنصة الفرنسية كتالوجًا متنوعًا وملتزمًا يغطي مجالات التعليم والصحة والثقافة، بالإضافة إلى قضايا الإعاقة. أسسها بنجامين لوران، وهو صحفي ومخرج يعاني من اضطراب في النمو العصبي، بهدف سد فجوة كبيرة: جعل المعلومات مفهومة للجميع.
يقول بنجامين لوران: «الوصول إلى المعلومات وفهمها ليسا شيئًا واحدًا». بعد إخراجه لفيلم وثائقي عن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الأطفال عام 2015، واصل عمله في مشاريع تتناول التوحد ومقدمي الرعاية والأشخاص المشردين ذوي الإعاقة. في كل مرة، كانت تتكرر نفس الملاحظة: «لا أجد المعلومات أو لا أفهمها».
وفي عام 2023، أكدت دراسة رسمية أن شخصًا واحدًا من كل عشرة أشخاص يجد صعوبة اليوم في فهم المعلومات الصحية. يوضح لوران: «نتلقى رسائل تزداد تعقيدًا مع تقدم العلم».
ما الذي يميز هذه المنصة عن وسائل الإعلام المتخصصة؟ "كورتكس ميديا"، المتاحة عبر الإنترنت باشتراك (4.99 يورو شهريًا)، تهدف بالأساس إلى نشر المعرفة المتاحة للجميع، بما يتجاوز موضوع الإعاقة فقط. يراها بنجامين لوران وسيلة إعلام الغد كما يجب أن تكون اليوم؛ أي السماح بوصول الجميع إلى المعلومات والثقافة والتعليم.
يشرح قائلًا: «هذا الالتزام هو ما يوجه خطنا التحريري واختيار المحتوى الذي نقدمه». توفر المنصة مجموعة متنوعة من المحتوى: أفلام وثائقية أصلية من إنتاج "كورتكس ميديا"، أفلام قصيرة تعليمية لمساعدة المعلمين، بودكاست تتضمن شهادات شخصية، كتب صوتية تم إنشاؤها في استوديوهاتهم بتقنيات وصول مبتكرة، أفلام روائية متاحة، بالإضافة إلى جولات في المتاحف مع وصف صوتي، وغيرها.
تم تصميم كل صيغة لتناسب احتياجات متنوعة للغاية: ترجمات نصية، واجهة سهلة الاستخدام، تباين بصري، صوت مبسط. يلخص بنجامين لوران الفكرة قائلًا: «بعض الأشخاص لا يستطيعون القراءة؟ نلجأ للصوت. آخرون يجدون صعوبة في الضوضاء أو لا يسمعون؟ نقدم ترجمات نصية». هذا المنطق مطبق على واجهة المستخدم وتجربة الاستخدام بالكامل.
مشروع ذو أبعاد سياسية
لكن "كورتكس ميديا" تذهب إلى أبعد من ذلك. المشروع له أيضًا أبعاد سياسية. يشدد مؤسسه على أن «هدفنا هو خلق نماذج جديدة»، مندداً بغياب الفرص للأشخاص ذوي الإعاقة الذين غالبًا ما ينحصرون في مهن قليلة. لذلك، تتعاون المنصة مع المدارس والجمعيات مثل HyperSuper TDAH France، وكذلك مع السلطات المحلية مثل مقاطعة أرييج التي وفرت الوصول إلى مكتباتها المحلية.
بوجود 10 آلاف مشترك، وخمسة موظفين دائمين، و30 متعاونًا مستقلًا، نجحت "كورتكس ميديا" في جذب الاهتمام. وفي عام 2024، اختارتها الأمم المتحدة ضمن أفضل 140 مبادرة عالمية في مجال الإدماج. هذا تقدير مستحق لهذه الوسيلة الإعلامية الرائدة، التي تثبت أن مجال السمعي البصري يمكن أن يكون مختلفًا وشاملًا.