لماذا تستمر المخاوف البدائية في مطاردتنا؟ علم النفس التطوري يفسر الرهاب من الأفاعي والحشرات والظلام

لماذا تستمر المخاوف البدائية في مطاردتنا؟ علم النفس التطوري يفسر الرهاب من الأفاعي والحشرات والظلام

في كلمات قليلة

تفسير نفسي وتطوري لاستمرار المخاوف القديمة مثل رهاب الحشرات والأفاعي في المجتمعات الحديثة، وكيف كانت هذه المخاوف غريزة بقاء أساسية.


على الرغم من التطور الهائل في مجتمعاتنا الحديثة التي تتمتع بمستويات عالية من الأمان، لا تزال المخاوف التي طورها أسلافنا تشكل جزءاً كبيراً من حياتنا اليومية. إن الرهاب من الأفاعي، والعناكب، والحشرات، أو حتى الخوف من الظلام، هي مخاوف قديمة جداً. فهل يمكن اعتبار هذه المخاوف البدائية "مكتوبة" في الدماغ البشري؟

يواجه الكثيرون صعوبة بالغة في التعامل مع الحشرات، حتى تلك التي تبدو غير ضارة مثل الفراشات أو الخنافس. هذا النفور الشديد من الكائنات الصغيرة، المعروف باسم "رهاب الحشرات"، يمكن أن يجعل الحياة صعبة، خاصة في البيئات الريفية أو المفتوحة.

يشرح عالم الأنثروبولوجيا وعلم النفس المعرفي باسكال بوير، المدير السابق للأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS) والأستاذ في جامعة واشنطن بسانت لويس، أن هذا الخوف الذي يبدو غير عقلاني له تفسير تاريخي عميق. ويشير بوير إلى أنه "حتى قبل بضعة قرون فقط، كانت الحشرات تمثل خطراً حقيقياً لأنها كانت تنقل الأمراض والطفيليات".

في تلك الحقبة، لم يكن الإنسان يمتلك اللقاحات أو المضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للطفيليات. لذلك، كان تجنب هذه الكائنات الضارة غريزة بقاء أساسية. وعلى الرغم من أن التهديدات الصحية اليوم أصبحت تحت السيطرة إلى حد كبير، فإن الآليات العصبية القديمة التي تحذرنا من المخاطر البيئية لا تزال نشطة بقوة في أدمغتنا، مما يفسر استمرار هذه المخاوف البدائية في العصر الحديث.

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.