محكمة فرنسية تأمر التأمين الصحي بتغطية جراحة تحول جنسي

محكمة فرنسية تأمر التأمين الصحي بتغطية جراحة تحول جنسي

في كلمات قليلة

قضت محكمة فرنسية بإلزام التأمين الصحي الحكومي بتغطية تكاليف عملية استئصال الثدي لشخص يخضع لعلاج تحول جنسي. اعتبرت المحكمة أن رفض التغطية كان تمييزياً، واصفة قرارها بأنه غير مسبوق في فرنسا.


أصدرت محكمة فرنسية أمراً يلزم صندوق التأمين الصحي الأساسي الحكومي (CPAM) بتغطية تكاليف جراحة استئصال الثدي لشخص متحول جنسياً من ذكر إلى أنثى. ووصف محامي المدعي القرار بأنه «غير مسبوق» في فرنسا.

قضت الدائرة الاجتماعية بمحكمة ستراسبورغ بإلزام صندوق التأمين الصحي في مقاطعة الراين الأسفل بتغطية تكاليف جراحة استئصال الثدي الثنائي، وألزمته أيضاً بدفع 3000 يورو للمدعي كتعويض عن الأضرار.

أشارت المحكمة في حكمها إلى أن المتطلبات التي فرضها صندوق التأمين الصحي على المدعي - مثل شهادة طبية مسبقة وبروتوكول موافقة - «تتعارض مع الأحكام المشتركة للمادتين 8 و14 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، وتؤدي إلى خلق عدم مساواة في الحصول على الرعاية الصحية بناءً على الهوية الجنسية». واعتبرت المحكمة أن صندوق التأمين الصحي ارتكب «خطأ» تسبب في «ضرر مباشر ومؤكد (للمدعي) الذي فُرضت عليه تأخيرات إضافية كبيرة وغير مبررة في مسار علاج طويل ومعقد بشكل خاص، مما أجبره على تحمل عبء انتقال غير مكتمل ويتعارض تماماً مع حالته المدنية الجديدة».

قالت المحامية لورا غاندونو، محامية المدعي: «هذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها قاضٍ فرنسي بالطبيعة التمييزية لرفض صندوق التأمين الصحي والمساس بالحياة الخاصة. هذا غير مسبوق».

من جانبه، صرح المدعي البالغ من العمر 31 عاماً، والذي طلب عدم الكشف عن هويته: «أشعر براحة كبيرة وامتنان. هذا قرار كنت أنتظره منذ فترة طويلة». وأعرب عن أمله في أن «يسمح هذا لأشخاص متحولين آخرين بالتعرض لتمييز أقل».

وُلد المدعي بجنس أنثى، وبدأ انتقاله في عام 2017، أولاً اجتماعياً بإبلاغ أهله، ثم إدارياً بتغيير اسمه وحالته المدنية، وأخيراً طبياً، ببدء العلاج الهرموني في يونيو 2022. بسبب اضطراب الهوية الجنسية لديه، قدم طلباً للحصول على تغطية شاملة للرعاية الطبية، بما في ذلك الجراحة، بموجب نظام الأمراض الطويلة الأمد. لكن المستشار الطبي رفض طلبه جزئياً. لجأ إلى لجنة الاستئناف الودية في نوفمبر 2022، التي رفضت طلبه في يناير 2023. ثم اتجه بعد ذلك إلى المسار القضائي.

خلال جلسة الاستماع في 12 مارس الماضي بمحكمة ستراسبورغ، أكدت ممثلة صندوق التأمين الصحي أن قرار الصندوق يستند إلى «رأي طبي»، بينما وصفت محامية المدعي، لورا غاندونو، هذا الرفض بأنه «تعسفي وغير مبرر». وأكدت المحامية أن مسار الرعاية الصحية يجب أن يكون متماثلاً للأشخاص المتحولين جنسياً وغيرهم، معربة عن أسفها لقيام بعض فروع صندوق التأمين الصحي «بخلق شروط زائدة» للحصول على تعويضات العلاج المتعلقة بالتحول الجنسي.

تدافع المحامية غاندونو أيضاً عن ثمانية أشخاص متحولين آخرين رفعوا دعاوى قضائية ضد فروع مختلفة لصندوق التأمين الصحي في مدن فرنسية أخرى. كما أشار جيمس ليبرلييه، رئيس منظمة Inter-LGBT، في مارس الماضي إلى أن «جميع فروع صندوق التأمين الصحي لا تتعامل مع الهوية الجنسية بنفس الطريقة».

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.