من لدغات العقارب إلى غزو بق الفراش: حيوانات صغيرة تسبب مشاكل كبيرة للطوارئ الطبية

من لدغات العقارب إلى غزو بق الفراش: حيوانات صغيرة تسبب مشاكل كبيرة للطوارئ الطبية

في كلمات قليلة

يواجه الأطباء في أقسام الطوارئ تحديات كبيرة بسبب لدغات الحيوانات السامة مثل العقارب والأفاعي، بالإضافة إلى مشاكل صحية تسببها الأسماك السامة وبق الفراش. هذه الكائنات الصغيرة تثقل كاهل الخدمات الطبية.


الإصابات الناتجة عن المفصليات والأسماك السامة يمكن أن تتفاقم وتصبح خطيرة، كما أن بق الفراش يحب تلويث شاحنات رجال الإطفاء، حسبما حذر خبراء خلال مؤتمر لطب الطوارئ.

الأفاعي، العناكب، العقارب، أسماك مثل السمكة الويفر (vive) أو العقرب (rascasse)، وحتى بق الفراش. حتى في مناطقنا المعتدلة، يمكن لمجموعة متنوعة من الكائنات الصغيرة أن تسمم حياتنا وتعقد عمل المستشفيات، كما نبه العديد من المتخصصين يوم الأربعاء خلال مؤتمر لمهنيي طب الطوارئ يعقد في باريس.

«الأفاعي، الأرملة السوداء، العقارب، لدي كل هذا في قطاعي»، يوضح بيير-أليكسيس بالاز، طبيب طوارئ لا يعمل في صحراء بعيدة، بل في كتيبة مشاة البحرية لرجال الإطفاء في مرسيليا. ويحذر قبل عرض صور على شاشة كبيرة لنخر «قبيح جداً»، هي لمريض جاء بعد سبعة أيام من لدغة عنكبوت كمان (violin spider). يؤكد الطبيب أن «بعض حالات النخر يمكن أن تصل إلى البتر»، مشيراً إلى أن هذا لم يحدث في هذه الحالة.

انتبهوا لفيزاليا

جاء لوكاس إغليسياس، مرجع تدريبي في المركز الاستشفائي لساحل الباسك، ليتحدث عن السمكة الويفر، سمكة العقرب، وغيرها من المضايقات البحرية. بعد تدخله، أصبحت متعة السباحة تعني «إصابات طارئة». مثل تلك التي تسببها الفيزاليا (Portuguese man o' war)، التي يتم الخلط بينها وبين قنديل البحر. بلونها الأزرق الأرجواني ومظهرها المنتفخ والشفاف، تحصل على تسميتها المرئية «مثانة البحر». يذكر لوكاس إغليسياس أن خيوطها، التي تنقل الحروق والسموم، تصل إلى 50 متراً طولاً. «في ثلاثة أشهر عام 2011، تم تسجيل 885 شخصاً عانوا منها من قبل مركز مكافحة التسمم في بوردو (حسب الدراسة المرجعية). إنها مؤلمة جداً والشفاء يستغرق من خمسة عشر يوماً إلى ثلاثة أشهر»، يشرح طبيب الطوارئ. ويشير إلى «خطر الغرق» عندما يفقد السباح «التحكم» تحت تأثير الألم.

في حالة انتشار كبير في مكان نتدخل فيه، يخرج بق الفراش البالغ من مخبئه، ويمكن أن يتسلق على حقائبنا، ملابسنا، أو على المرضى، ويصل إلى مركباتنا.

ديفيد رينغو، لواء رجال الإطفاء في باريس

يقدم لوكاس إغليسياس النصائح: عند التدخل، يجب على طبيب الطوارئ «حماية نفسه بالقفازات»، يجب «إخراج الخيوط باستخدام رغوة الحلاقة» أو «كشطها ببطاقة ائتمان، على سبيل المثال». يوضح أنه «يجب الغسل بماء البحر، الماء العذب ينشط السم»، قبل أن يوصي راكبي الأمواج «بارتداء بدلة الغوص، حتى لو كان الطقس حاراً وجميلاً». أصبح ارتداء «الميدوزا»، وهي أحذية البحر، ضرورياً في الأذهان بعد عرضه للأضرار التي تسببها سمكة العقرب، سمكة القاع الصخري، أو السمكة الويفر، سمكة القاع الرملي، التي تسبب لسعات وحروق أو سموم. ناهيك عن الأضرار التي تلحق بالصيادين والطهاة الذين يتعاملون معها بدون قفازات.

المركبات المصابة

أثار ديفيد رينغو، من لواء رجال الإطفاء في باريس، دهشة الحضور عندما كشف أن «مركبة أو مركبتين» من خدماته تصابان ببق الفراش كل أسبوع بعد التدخلات. يشرح قائلاً: «في حالة انتشار كبير في مكان نتدخل فيه، يخرج بق الفراش البالغ من مخبئه، ويمكن أن يتسلق على حقائبنا، ملابسنا، أو على المرضى، ويصل إلى مركباتنا». حينها يصبح الأمر رحلة صعبة، تليق بفيلم كوارث هوليوودي، لتطهير الأفراد والمعدات. تمر المعدات بمقطورة تجميد عند -20 درجة مئوية (تصل إلى 72 ساعة) أو بمعالجة بالمبيدات الحشرية. المعدات الإلكترونية، التي لا تتحمل أياً من الطريقتين، يتم فحصها بالعين المجردة. يروي بهدوء الطبيب البيطري الرئيسي، المرجع في المسائل البيولوجية: «عندما نراها، نقطع بق الفراش، بحجم بذرة تفاح، إلى نصفين بالمقص».

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.