من 'لست مناسبة' إلى قيادة الأخبار الرئيسية: ليا سالامي مذيعة من أصل لبناني تتولى منصباً مرموقاً في فرنسا

تستعد الصحفية الفرنسية الشهيرة ليا سالامي، ذات الأصول اللبنانية، لتولي منصب مذيعة نشرة الأخبار المسائية الرئيسية على قناة France 2 الفرنسية. يمثل هذا القرار خطوة مهمة في مسيرتها المهنية ويعد حدثاً بارزاً في المشهد الإعلامي الفرنسي، خاصة وأن سالامي نفسها كانت قد صرحت قبل عشر سنوات بأنها لا تحلم بهذا المنصب ولا ترى نفسها مناسبة له.

وكما يقول المثل، وحدهم الحمقى من لا يغيرون رأيهم. ليا سالامي، التي كانت سابقاً من الوجوه الرئيسية في الإذاعة الصباحية على France Inter ومقدمة البرنامج الحواري الشهير "Quelle époque!" مساء كل سبت على France 2، ستخوض الآن تحدياً جديداً. هذا المنصب المرموق كان قد عُرض على عدد من الصحفيين قبل أن توافق سالامي عليه، بعد حصولها على ضمانات بالاستمرار في تقديم برنامجها الحواري الأسبوعي.

عبّرت إدارة France Télévisions عن سعادتها بالاعتماد على موهبة ليا سالامي وصلتها القوية بالجمهور. أشادت رئيسة القناة، دلفين إرنوت، بكفاءتها وخبرتها في تغطية الأحداث الديمقراطية والمدنية الكبرى، بالإضافة إلى دورها المميز في تغطية ألعاب باريس 2024 وتجديد format سهرة السبت من خلال برنامج "Quelle époque!". وأكدت إرنوت أن سالامي، بالتعاون مع فريق التحرير، "ستحمل عالياً متطلباتنا لنشرة أخبار الساعة الثامنة الكبرى".

ولكن قبل عشر سنوات، في عام 2014، وخلال ظهورها في برنامج "Le Supplément" على قناة Canal+، كانت ليا سالامي قاطعة في رفضها فكرة تقديم نشرة الأخبار. رداً على سؤال عما إذا كانت ترى نفسها تخلف مذيعة نشرة أخبار الساعة الثامنة الرئيسية على قناة TF1، أجابت سالامي: "على الإطلاق! انظر إلي جيداً، على الإطلاق. الساعة الثامنة لا تجعلني أحلم على الإطلاق، لم تجعلني أحلم يوماً، وأعتقد أنني سأكون اختياراً سيئاً". وأضافت في ذلك الحين أن "فرنسية من أصل لبناني على رأس أخبار TF1... هذا سيكون كثيراً"، رغم أنها وضحت لاحقاً أن الأمر لا يتعلق بالأصل بل بأنها "ليست الشخص المناسب" لهذه المهمة.

على الرغم من هذه التصريحات السابقة، اختارت ليا سالامي خدمة التلفزيون العام France 2، حيث تعمل منذ عام 2014، ويُقال إنها رفضت عرضاً مغرياً من قناة BFMTV الإخبارية المستمرة. تمثل هذه الخطوة المهنية مرحلة جديدة لإحدى أبرز الشخصيات الإعلامية في فرنسا، والتي باتت الآن، بعد عقد من الزمان، مستعدة لقبول تحدٍ كانت قد رفضته سابقاً.