
في كلمات قليلة
ابتكر باحثون من تولوز "منحنيات مرجعية للشيخوخة" لتقييم القدرة الوظيفية لكبار السن في 10 دقائق، بناءً على مفهوم "القدرة الجوهرية" لمنظمة الصحة العالمية. تهدف الأداة إلى مساعدة الأطباء والجمهور على تتبع التدهور الوظيفي وتطبيق استراتيجيات مستهدفة (مثل النشاط البدني والدعم الغذائي) لإبطاء فقدان الاستقلالية.
طور باحثون في معهد الصحة الجامعي (IHU HealthAge) في تولوز بفرنسا أداة مبتكرة وبسيطة لتتبع "منحنى الشيخوخة الوظيفية" لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا. يهدف هذا الابتكار إلى توفير وسيلة سهلة وواضحة لتقييم الصحة، مشابهة لمنحنيات الطول والوزن المستخدمة لمتابعة نمو الأطفال.
نُشرت نتائج الدراسة في مجلة "Nature Aging" المرموقة، وتتضمن منحنيات مرجعية تسمح بتقييم مستوى استقلالية الفرد مقارنة بمتوسط الأشخاص من نفس الفئة العمرية. الطموح وراء هذا العمل هو تقديم أداة يمكن أن تساعد في الكشف المبكر عن التدهور الوظيفي واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على جودة الحياة.
تقييم "القدرة الجوهرية" في 10 دقائق
يعتمد هذا المنهج على مفهوم "القدرة الجوهرية" (Intrinsic Capacity) الذي طورته منظمة الصحة العالمية (WHO) ضمن برنامجها الوقائي Icope. تشمل هذه القدرة مجموعة الوظائف الأساسية اللازمة لضمان الأداء الجيد لكبار السن، وهي:
- الحركة والتنقل
- الوظائف الإدراكية (الذاكرة والتركيز)
- السمع والبصر
- التغذية السليمة
- الرفاه النفسي
في السابق، كان تقييم هذه الوظائف يتطلب وقتًا طويلاً ومهارات متخصصة. لكن الباحثين تمكنوا من تبسيط العملية. ويشير البروفيسور فيليب دي سوتو باريتو، أحد المشاركين في الدراسة، إلى أنهم كانوا يفتقرون إلى "طريقة بسيطة يمكن لطبيب عام استخدامها خلال استشارة عادية ولا تستغرق أكثر من 10 دقائق".
كيف تعمل منحنيات الشيخوخة؟
باستخدام بيانات من أداة الفحص Icope، قام الفريق بتحليل عينة واسعة من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا فما فوق. تضمنت الاختبارات البسيطة مهام مثل تذكر ثلاث كلمات، أو الوقوف خمس مرات من على كرسي مع قياس الوقت، أو الإبلاغ عن فقدان غير مقصود للوزن. سمحت هذه الاختبارات بتوليد درجات إجمالية للقدرة الوظيفية.
استُخدمت هذه الدرجات لإنشاء منحنيات مرجعية حسب العمر والجنس، مع تحديد النسب المئوية التي تتيح تحديد موقع كل فرد بالنسبة لعامة السكان. وأظهرت الدراسة أن الأفراد الذين يقعون في أدنى النسب المئوية هم الأكثر عرضة لخطر التدهور الوظيفي، وغالبًا ما يعانون من أمراض مزمنة وهشاشة جسدية وقيود في المهام اليومية (مثل الاستحمام أو ارتداء الملابس).
تكمن أهمية هذه المنحنيات في طبيعتها الديناميكية، حيث تسمح بمتابعة تطور حالة الشخص بمرور الوقت. والأهم من ذلك، أثبت الباحثون أن فقدان القدرة ليس دائمًا أمرًا لا رجعة فيه. يمكن للاستراتيجيات المستهدفة، مثل النشاط البدني المكيف، وتصحيح النقص الحسي، والدعم الغذائي أو النفسي، أن تستعيد بعض الوظائف وتبطئ مسار فقدان الاستقلالية. ومن المقرر دمج هذه المنحنيات قريبًا في تطبيق Icope Monitor والموقع الإلكتروني لبرنامج Icope، لتكون متاحة مجانًا للمهنيين الصحيين والجمهور العام.