مشاكل السمع والبصر: هل تقويم النطق وتقويم البصر فعالان حقاً في إعادة التأهيل؟

مع التقدم في العمر، يواجه الكثيرون تدهوراً في حاسة السمع والبصر. غالباً ما تكون النظارات والسماعات الطبية هي الحلول الأولى التي تخطر على البال. ومع ذلك، في بعض الأحيان لا تكون هذه الأدوات كافية بمفردها. لذلك، ينصح الأطباء بشكل متزايد باللجوء إلى إعادة التأهيل، مثل تقويم النطق (Orthophonie) للسمع وتقويم البصر (Orthoptie) للعيون.

لمن هذه العلاجات التأهيلية؟ وهل هي فعالة حقاً؟

يوضح الأطباء أن «السماعة الطبية لن تحل محل أذنك أبداً. إنها ليست طرفاً اصطناعياً، بل مجرد أداة مساعدة. عندما تفقد سمعك، فهذا يعني أن خلاياك الحسية قد تلاشت. هذا يشبه إلى حد ما تقديم نظارات بسيطة لشخص يعاني من مرض خطير في العين مثل التنكس البقعي». هذا هو السبب في أن الأشخاص الذين يستخدمون السماعات قد يجدون صعوبة في التواصل، ويتجنبون الأماكن المزدحمة، أو لا يجيبون على الهاتف، لأن السماعة، حتى لو كانت مضبوطة جيداً، لا يمكنها استعادة دقة السمع الأصلية.

لذلك، فإن إعادة تأهيل السمع، التي غالباً ما تتضمن جلسات تقويم النطق، مهمة جداً، خاصة للأطفال الذين يعانون من ضعف سمع خلقي أو مؤقت (مثل الذي يحدث بعد التهابات الأذن). يساعد هذا التأهيل على تطوير أو استعادة مهارات إدراك وتفسير الأصوات. بالنسبة للكبار، بالإضافة إلى الأجهزة المساعدة، يتعلم الدماغ من خلال هذا التأهيل كيفية الاستفادة بشكل أفضل من السمع المتبقي والتكيف مع البيئة الصوتية المتغيرة.

أما تقويم البصر، فهو يركز على إعادة تأهيل الوظيفة البصرية. يتضمن مجموعة من التمارين للعين والجهاز البصري، تساعد على تحسين تنسيق حركات العينين، التركيز، والتعامل مع أنواع معينة من الحول أو كسل العين (Amblyopia). يمكن أن تكون تمارين تقويم البصر مفيدة ليس فقط للأطفال ولكن أيضاً للكبار، خاصة في حالات الإرهاق البصري أو بعض المشاكل التي لا تصححها النظارات بالكامل.

باختصار، بينما تعتبر السماعات الطبية والنظارات أساسية للتصحيح، فإن تقويم النطق (للسمع) وتقويم البصر (للبصر) هما علاج مكمل مهم للغاية يساعد المرضى على استخدام قدراتهم الحسية بأقصى فعالية ممكنة وتحسين جودة حياتهم من خلال التكيف مع خصائصهم الحسية.