
في كلمات قليلة
يوضح الأطباء كيف تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى استنزاف طاقة الجسم واختلال توازن الكهارل وتدهور الوظائف الإدراكية، وهي أعراض تتطلب الانتباه الفوري.
مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة ودخولنا في موجة الحر الشديدة، يتعرض جسم الإنسان لضغوط غير مسبوقة. لا يقتصر تأثير الحرارة المرتفعة على الشعور بالضيق الجسدي فحسب، بل يمتد ليؤثر خفية على الصحة العقلية والسلوك العام. وقد حذر خبراء الصحة من خمسة تأثيرات غالباً ما يتم تجاهلها، رغم خطورتها على سلامة الفرد.
1. الإرهاق الشديد واستنزاف الطاقة
عندما ترتفع درجة حرارة الجو، يبذل الجسم جهداً هائلاً لتنظيم حرارته الداخلية. يشرح الأطباء أن هذه العملية تتطلب استهلاك كميات كبيرة من الطاقة، مما يؤدي إلى الشعور بالإجهاد المزمن، وثقل في الأطراف، والرغبة المستمرة في التثاؤب. هذا الشعور بالخمول ليس كسلاً، بل هو استجابة فسيولوجية طبيعية من الجسم لمحاولة التكيف مع الحرارة.
2. الصداع والغثيان كعلامات إنذار مبكرة
يُعد فقدان السوائل والأملاح (الجفاف الخفي) سبباً رئيسياً في ظهور الصداع النصفي والغثيان. يميل الكثيرون إلى تجاهل هذه الأعراض أو ربطها بمشاكل هضمية، لكنها في الواقع مؤشرات مباشرة على أن الأوعية الدموية تتوسع بشكل مفرط في محاولة لتبريد الجسم، مما يسبب انخفاضاً في ضغط الدم وعدم ارتياح في الرأس.
3. التوتر العصبي وتدهور الوظائف الإدراكية
تؤثر الحرارة الشديدة بشكل مباشر على الجهاز العصبي. تشير الدراسات إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يقلل من قدرة الإنسان على التركيز واتخاذ القرارات، ويزيد من مستوى التوتر والعصبية. يصبح الأفراد أكثر عرضة للانفعال والتهيج، وهو ما يعود جزئياً إلى معاناة الدماغ من الجفاف وانخفاض تدفق الدم إليه.
4. اختلال توازن الكهارل (الإلكتروليتات)
التعرق هو آلية التبريد الأساسية للجسم. لكن مع العرق، لا نفقد الماء فحسب، بل نفقد أيضاً الكهارل الحيوية مثل الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم. هذا الاختلال يمكن أن يؤدي إلى تشنجات عضلية، واضطرابات في ضربات القلب، وتدهور عام في الصحة. ينصح خبراء التغذية بضرورة تناول المشروبات الغنية بالمعادن لتعويض الأملاح المفقودة.
5. اضطرابات النوم والأرق الليلي
للحصول على نوم عميق ومريح، يجب أن تنخفض درجة حرارة الجسم قليلاً. في الليالي الحارة، يفشل الجسم في تحقيق هذا التبريد الفعال، مما يؤدي إلى نوم متقطع وغير مريح (الأرق). هذا النقص في الراحة الليلية يفاقم من الشعور بالتعب والتهيج خلال النهار، مما يخلق حلقة مفرغة من الآثار السلبية.