
في كلمات قليلة
في منطقة دوردوني بفرنسا، يعيش المزارع سيرج لاكروا حياة مزدوجة: فهو يربي الأبقار نهاراً ويمارس شغفه بالمسرح ليلاً. أسس سيرج فرقة مسرح هواة قبل 33 عاماً مع أصدقائه، ويقدمون عروضاً تساهم في إضفاء الحيوية على القرى المحلية.
بعيداً عن الأضواء الساطعة للمواقع السياحية والقلاع التاريخية في منطقة بيريجور الفرنسية، تكمن زاوية هادئة في الريف بمنطقة دوردوني، حيث يعيش سيرج لاكروا، المزارع الذي يجمع بين حبه للأرض وشغفه بالفن المسرحي.
يعمل سيرج مع ابنه فلوريان منذ أكثر من ثلاثة عقود في تربية حوالي خمسة عشر بقرة من سلالة ساليرس، لتوريد اللحوم. هذه الأبقار، رغم أنها ليست الأكثر تقليدية في المنطقة، إلا أنها تتمتع بارتباط قوي بأصحابها. بالنسبة لسيرج، الذي ولد في بيريجور، الحياة في الهواء الطلق وسط ماشيته هي مهنته وشغفه.
لكن مع غروب الشمس، يظهر جانب آخر من حياة سيرج. ففي القرية المجاورة، يجد ملاذه السري في فرقته المسرحية للهواة، التي أسسها قبل 33 عاماً مع أصدقائه.
يجتمع حوالي عشرة أشخاص على المسرح مرتين في الأسبوع، لتدريب المسرحيات التي يكتبونها بأنفسهم. غالباً ما تكون هذه المسرحيات عبارة عن محاكاة ساخرة للحياة الريفية. طموحهم الوحيد على خشبة المسرح هو عدم أخذ الأمور على محمل الجد. من خلال عروضهم، يساهمون على مدار العام في إضفاء الحيوية على القرى السياحية التي تبدو هادئة جداً خارج مواسم الذروة. هذا الشغف بالمسرح لا يقتصر على التعبير الفني، بل يمثل أيضاً جزءاً هاماً من الحياة الثقافية والترفيهية للمجتمع المحلي.