
في كلمات قليلة
تتفاقم مشكلة نقص الأدوية لتصبح أزمة حقيقية تؤثر على ملايين المرضى في جميع أنحاء العالم. عدم توفر الأدوية الضرورية يعرض صحتهم للخطر ويتطلب إجراءات فورية.
تتفاقم مشكلة نقص الأدوية لتصبح أزمة حقيقية تؤثر على ملايين المرضى في جميع أنحاء العالم. على الرغم من انخفاض طفيف في عدد الأدوية غير المتوفرة منذ منتصف عام 2023، إلا أنه حتى نهاية عام 2024، كان لا يزال هناك حوالي 400 صنف غير متوفر في الصيدليات.
نطاق النقص واسع النطاق: ما يقرب من أربعة من كل عشرة أشخاص واجهوا مشكلة عدم توفر الأدوية التي يحتاجونها. هذه الظاهرة تطال جميع التخصصات العلاجية تقريباً وتعرض صحة ملايين المرضى الذين يحتاجون إلى علاج مستمر للخطر.
خلف المصطلحات المجردة مثل "النقص" أو "البدائل" تكمن قصص إنسانية حقيقية ومخاطر جسيمة. على سبيل المثال، يروي الدكتور ديفيد جوريون، طبيب نفسي في باريس، حالة مريض يعاني من اضطراب ثنائي القطب، كان مستقراً تماماً بفضل دواء الليثيوم والكويتيابين ممتد المفعول. بسبب عدم توفر هذا الدواء، اضطر المريض لتناول تركيبة بديلة قام الصيدلي بتحضيرها. بعد ثلاثة أسابيع فقط، تدهورت حالة المريض بشكل حاد. يؤكد الدكتور جوريون أن كيمياء الدماغ معقدة للغاية، واستبدال دواء ممتد المفعول بآخر فوري المفعول يشكل مجازفة كبيرة. ويشير إلى أنه يواجه شهرياً أربع أو خمس حالات لمرضى يدخلون المستشفى في حالة حرجة تحديداً بسبب عدم توفر الأدوية الضرورية.
مشاكل توفر الأدوية لا تقتصر على الطب النفسي. يتأثر بشكل كبير مرضى القلب والأوعية الدموية، ومشكلات الجهاز الهضمي، ومرضى السرطان والحالات المزمنة الأخرى. يخلق نقص الأدوية تحدياً حقيقياً للأطباء الذين يضطرون للبحث عن خطط علاج بديلة، وللصيادلة الذين يواجهون مهمة توفير أي دواء متاح للمرضى. هذا لا يتطلب جهوداً إضافية فحسب، بل يحمل أيضاً مخاطر على المرضى تتعلق بتغيير العلاج.
تتطلب أزمة نقص الأدوية اهتماماً عاجلاً من قبل الجهات التنظيمية وصناعة الأدوية والمجتمع الدولي لضمان الإمداد المستمر وتوفر الأدوية الحيوية لجميع المحتاجين إليها.