
في كلمات قليلة
يقدم مركز متخصص في برشلونة برامج مكثفة لإعادة تأهيل الأطفال ذوي الإعاقة بهدف مساعدتهم على المشي وتحسين حركتهم. على الرغم من التكلفة المرتفعة، يمثل المركز أملاً كبيراً للعائلات، حيث أظهر العديد من الأطفال تقدماً ملحوظاً يفوق التوقعات الطبية التقليدية.
يستقبل مركز متخصص في برشلونة، إسبانيا، حوالي 1500 طفل من ذوي الإعاقة سنويًا، يأتي معظمهم من دول مختلفة، بما في ذلك عدد كبير من أوروبا. يقدم المركز برنامجًا قصيرًا ومكثفًا يبعث الأمل في نفوس العائلات التي تواجه غالبًا بطءًا في التقدم مع أساليب العلاج التقليدية.
أسس المركز عام 2007 فريدريك غيز، وهو أخصائي علاج عظمي، بالتعاون مع آنا بلانكيز، المهتمة بالطب الصيني التقليدي. وضعا نصب أعينهما مهمة تتمثل في تحدي التوقعات الطبية السابقة. يحلمان بأن يتمكن جميع الأطفال الذين يزورون المركز، والذين يعاني العديد منهم من إعاقات متعددة، من المشي يومًا ما. المبدأ الأساسي بسيط: التركيز على وضعية الوقوف وممارسة التمارين أثناء الوقوف، بغض النظر عن نوع الإعاقة.
يعتبر هذا المركز في برشلونة فريدًا من نوعه. خلال جلسات قصيرة ولكن مكثفة تتراوح مدتها من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، يخضع الأطفال لأربع ساعات من العلاج اليومي المصمم لتحفيز قدراتهم الحركية.
يتحدث الآباء عن التقدم الملحوظ. دلفين ساسترون، التي جاءت من نيس بفرنسا مع ابنتها إليز البالغة من العمر 7 سنوات، والتي تعاني من مرض وراثي نادر للغاية، تقول: "هم أول من وضعها في مشاية وساعدها على اتخاذ خطوات. نحن نرافقها على مدار العام مع أخصائيي العلاج الطبيعي الذين يعملون على تقدم تدريجي. لكن عندما نأتي إلى هنا لتلقي العلاج المكثف، يكون التقدم سريعًا حقًا".
بالنسبة لفريدريك غيز، فإن التكرار هو المفتاح. يؤكد أن "الطفل لن يحقق تقدمًا، حتى مع أفضل أخصائي علاج طبيعي، إذا تلقى العلاج لمدة نصف ساعة أو 40 دقيقة فقط. لن يصل إلى نتيجة".
يقع المركز في ضواحي برشلونة، ومع ذلك، تُجرى جميع الجلسات بلغة بلد المرضى، لأن معظم المرضى يأتون من مناطق يتحدثون لغة معينة. تعلم المعالجون لغة المرضى لتسهيل التواصل. سيلين باسي سافرت من تورز بفرنسا. بانتظام، تستبدل عطلتها بأسبوع من إعادة التأهيل المكثفة لابنتها ليوني. هذا النوع من الرعاية الفردية للغاية لا يتم تقديمه دائمًا في الأنظمة الصحية التقليدية. تشهد الأم قائلة: "بعد الإقامة الخامسة أو السادسة، بدأت ابنتنا في المشي، رغم أننا قيل لنا إنها لن تمشي أبدًا".
على الرغم من أن التقدم الذي يتم إحرازه يكون مشجعًا، إلا أنه يتطلب جهدًا كبيرًا ويظل هشًا. ينتشر صيت مركز "إيسنتيس" عن طريق الكلام الشفهي. في الممرات الطويلة حيث يتعلم الأطفال المشي، يتبادل الآباء تجاربهم. تصف إحدى الأمهات: "لقد سمح لها ذلك بتحقيق تقدم جميل: وضعية الرأس، وضعية الوقوف، الوعي بالعالم المحيط بها. كل هذا عبارة عن رعاية شاملة ورائعة لم نتمكن من الحصول عليها في مكان آخر، لأنها تحتاج إلى قدر كبير من التكرار، وهذا ما لا يتوفر بسهولة".
تقول أم أخرى: "في كل مرة، تتطور. تتحسن حركتها مع كل إقامة: تعلم الجلوس، الدوران، العمل على المشي". قد يتم تعويض بعض جلسات العلاج الطبيعي أحيانًا، لكن زيارة المركز تظل مجهودًا كبيرًا للعائلات. تبلغ تكلفة أسبوع واحد في المركز 1200 يورو - دون احتساب تكاليف السفر والإقامة. بالإضافة إلى ذلك، يظل التقدم، مهما كان مشجعًا، هشًا: بدون تدريب منتظم، يمكن للجسم أن ينسى بسرعة ما تعلمه.