سباقات الشوارع الخطيرة في فرنسا: فوضى على الطرق كعلامة على تدهور المجتمع

سباقات الشوارع الخطيرة في فرنسا: فوضى على الطرق كعلامة على تدهور المجتمع

في كلمات قليلة

تزايد حوادث القيادة المتهورة وسباقات الشوارع في فرنسا، مما يسفر عن إصابات وحوادث خطيرة. يرى معلقون أن هذه الظاهرة تعكس تدهوراً في قيم المجتمع وتستدعي تدخلاً عاجلاً.


تزايدت المخاوف في فرنسا بشأن حوادث سباقات الشوارع الخطيرة، المعروفة محلياً باسم «الروديو البري» (rodéos sauvages). هذه الظاهرة، التي تتجاوز مجرد المشاغبة، تؤدي بشكل متزايد إلى عواقب وخيمة وينظر إليها الكثيرون كعلامة على تدهور أعمق في المجتمع.

وقد أثار حادث وقع مؤخراً في إيفيان ليه بان، حيث دهس سائق شاب رجل إطفاء يوم السبت الماضي، صدى واسعاً. ويُعد هذا الحادث تأكيداً آخر على خطورة هذه الممارسات. ففي كل عطلة نهاية أسبوع، يقوم مئات السائقين، غالباً بدون تراخيص قيادة وفي حالة سكر، بممارسة «ألعاب» قاتلة على الطرق، مما يتسبب في دمار للبنية التحتية للمدن والأرياف ويزعج سلامة السكان.

ويربط بعض المعلقين هذه الظاهرة بما يُعرف بـ «شغف الحياة» على غرار أفلام جيمس دين، لكنهم يشيرون إلى أن «الروديو» الحديث لم يعد له أي صلة برومانسية السينما. بل على العكس، أصبح كارثة حقيقية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالجريمة المنظمة وتجارة المخدرات. إنها ليست مجرد تسلية لبعض المتهورين الذين يحاولون التغلب على الملل، بل هي تجلٍ لتدهور مجتمعي، والذي، حسب رأي بعض الشخصيات العامة، «ينتج الهمج».

ويرى النقاد أنه لا يمكن وصف السائقين الذين يعرضون حياتهم وحياة الآخرين للخطر وينشرون الفوضى على الطرق إلا بـ «الهمج». إن أفعالهم تخلق جواً من الانحلال و«تدهور الحضارة». وتتطلب هذه الظاهرة تحركاً حاسماً من قبل سلطات إنفاذ القانون، التي تجد نفسها مضطرة باستمرار لمواجهة هذه المظاهر الخطيرة في شوارع المدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.