شهادة صادمة من فرنسا: ابن يروي كيف ساعد والده على "الموت الرحيم" بشكل غير قانوني

شهادة صادمة من فرنسا: ابن يروي كيف ساعد والده على "الموت الرحيم" بشكل غير قانوني

في كلمات قليلة

مع استئناف النقاشات حول قانون نهاية الحياة في فرنسا، رجل يكشف كيف ساعد والده المسن والمريض بشكل غير قانوني على إنهاء حياته. الأب الذي عانى من أمراض الشيخوخة تناول دواء قاتلاً تم الحصول عليه بطرق غير قانونية، ليموت "بكرامة" ودون ألم.


بينما تستأنف النقاشات في فرنسا حول مشروع قانون يتعلق بـنهاية الحياة، تبرز قصة مؤلمة تلقي الضوء على واقع معقد. بموجب القانون الفرنسي الحالي، يعتبر مساعدة شخص مقرب يعاني من الألم على إنهاء حياته أمراً غير قانوني. ومع ذلك، هذا ما قام به رجل يدعى جاك مع والده البالغ من العمر 86 عاماً.

والد جاك لم يكن يعاني من مرض عضال يهدد حياته بشكل وشيك، وهو السيناريو الوحيد الذي يُتوقع أن يتناوله مشروع القانون الجديد. لكنه كان يعاني من أمراض متعددة مرتبطة بالتقدم في العمر، مما أثر بشكل كبير على جودة حياته وسبب له معاناة جسدية ونفسية.

في رسالة مؤثرة إلى أبنائه، بعنوان "عندما أرحل"، شرح الأب رغبته. كتب فيها: "مع تقدم السن والمشاكل الجسدية، ناهيك عن المعاناة المعنوية المرتبطة بشعور ثقيل بالاكتئاب وعدم الفائدة... يزداد تفكيري في الموت ورغبتي فيه".

عبر الأب عن رغبته في "الموت بين أفراد العائلة"، كما في "الأيام الخوالي الجيدة"، ليشعر بالأمان الكافي ليقول: "ساعدوني على الموت". وفقاً لجاك، أراد والده تجنب أن تصبح الحياة لا تُطاق بالنسبة له ولأبنائه.

استغرقت التحضيرات سنة ونصف، لـ"تجهيز الأمور واستيعابها ذهنياً". تم استغلال هذا الوقت للوداع وقضاء لحظات جيدة والتخطيط لعملية المساعدة على الانتحار، والتي تعتبر غير قانونية في فرنسا. تطلبت العملية البحث عن داعمين وجمعيات، بالإضافة إلى اختيار الطريقة – وهي تناول دواء معين.

الدواء الذي اختاره الأب كان عبارة عن باربيتورات قوي، وهو مخدر محظور في فرنسا. يشرح جاك: "أراد شيئاً فعالاً وغير مؤلم قبل كل شيء". تم الحصول على المنتج عبر شبكة الإنترنت المظلمة (دارك نت) ودفع ثمنه بالبيتكوين، وكان "غالياً جداً".

لتجنب الملاحقة القضائية المحتملة (في فرنسا، مساعدة شخص على الانتحار يمكن أن تؤدي إلى السجن لمدة تصل إلى خمس سنوات وغرامة 75 ألف يورو)، استشارت العائلة محامية. تم وضع خطة تضمنت تبادل رسائل لمحاكاة عدم موافقة الأبناء، وإجراءات احترازية مثل ترك الهواتف في الفندق والتنظيف الدقيق بعد الواقعة.

في اليوم المحدد، جاء جاك وشقيقه لزيارة والدهما. بعد عشاء عائلي مليء بالحديث العميق، قال الأب إن الوقت حان. توجه إلى غرفته حيث استلقى الأبناء على جانبيه، ممسكين بذراعه. شرب الأب مشروباً كان يحبه، ثم تناول الوعاء الذي يحتوي على المادة القاتلة.

"استلقى، واستلقيت أنا وشقيقي بجانبه من كل جهة"، يتذكر جاك.

تنفس الأب هدأ بسرعة، وفي غضون دقيقة، كما يروي جاك، فارق الحياة "بدون أي معاناة، بدون أي تشنجات". انتظروا وقتاً كافياً ليشعروا بأن جسده أصبح بارداً، ثم نفذوا خطتهم: تخلصوا من بقايا الدواء ونظفوا المكان وغادروا. عادوا في صباح اليوم التالي "لاكتشاف" وفاته.

الطبيب الذي أثبت الوفاة اعتبرها وفاة "طبيعية". يقر جاك بأنهم "خلقوا قصة"، لكنه يقول إن اللحظة تضمنت "خوفاً، ولكن أيضاً فرحاً، 1000 عاطفة". هو فخور بما فعله، معتبراً أن قصته تستحق أن تُسمع لمساعدة الآخرين على "السماح لأنفسهم بتغيير محظوراتهم".

"الموت بسعادة ليس سيئاً"، يقول جاك.

لو أتيحت له الفرصة للتحدث أمام النواب، كان سيقرأ رسالة والده، وخاصة المقطع الأخير منها: "إذا كان الرحيل بجمال أملاً زائداً، فإن الرحيل بكرامة يبدو رغبة معقولة لمن له الحق في التصرف بنفسه. أشعر أنني، قدر الإمكان، تحملت مسؤولياتي وأتممت قدري. أبوكم وجدكم العجوز الذي يحبكم، يحبكم ويحبكم".

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

إيلينا - صحفية تحقيقات ذات خبرة، متخصصة في المواضيع السياسية والاجتماعية في فرنسا. تتميز تقاريرها بالتحليل العميق والتغطية الموضوعية لأهم الأحداث في الحياة الفرنسية.