
في كلمات قليلة
يتناول الخبر التوتر المتزايد بين الأجداد والآباء الشباب بسبب اختلاف وجهات النظر حول كيفية تربية الأطفال. تؤدي التوجيهات الصارمة للرعاية الحديثة وتجاهل النصائح التقليدية إلى خلافات عائلية وسوء فهم بين الأجيال.
في عالمنا المعاصر، أصبح موضوع تربية الأطفال نقطة التقاء، بل ونقطة صدام، بين الأجيال المختلفة. يبدو أن الفجوة بين الأجداد والآباء الشباب اليوم قد اتسعت بشكل غير مسبوق. يشعر الجيل الأكبر بالحيرة والارتباك: لماذا تثير النصائح البسيطة والبديهية، كما تبدو لهم، ردود فعل قوية، ولماذا تحولت العناية بالرضع إلى طقوس محددة بدقة تشبه تعليمات إطلاق صاروخ؟
يحكي العديد من الأجداد عن شعورهم بالاستغراب. على سبيل المثال، جدة كانت ترعى حفيدها البالغ من العمر ثلاثة أشهر، تلقت من زوجة ابنها قائمة مفصلة لروتين الطفل الليلي: تحديد دقيق لدرجة حرارة ماء الاستحمام (37.5 درجة مئوية)، جدول زمني دقيق بالدقيقة للوجبات والنوم، توجيهات بضرورة إعطاء الرضعة في كرسي معين فقط، مع استخدام «الضوضاء البيضاء» التي تحاكي أصوات نبضات القلب داخل الرحم. وبينما كان الابن يراقب ساعته خوفاً من فوات حجز المطعم، وقفت الجدة متجمدة تراقب بصمت وفكر واحد يدور في رأسها: "لماذا يعقدون حياتهم إلى هذا الحد؟"
زوجان آخران، جد وجدة لثلاثة أحفاد، قريباً سيصبحون أربعة، لم يكتفيا بالتفكير بهذا الاستغراب، بل عبروا عنه ودفعوا ثمنه، كما يقولون. مجرد اقتراح بسيط - وضع رداء حمام للأطفال بعد الاستحمام لتجنب إصابتهم بالبرد - كان كافياً لإشعال عاصفة عائلية. يقول الجد، الذي لا يزال متأثراً بشدة الواقعة: "جمعتنا زوجة ابني، أنا وزوجتي، لتشرح لنا أنه لا ينبغي لنا أن نقول ما نفكر فيه... ولا حتى أن نفكر فيه من الأساس".
هذه النقاشات المتوترة تترك طعماً مراً، وتكشف بوضوح عن الفجوة المتزايدة بين مفهومين مختلفين للتربية. يعتمد الآباء الشباب غالباً على الأساليب الحديثة، ونصائح الخبراء من الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ويتبعون بروتوكولات صارمة ويسعون للوصول إلى الأبوة "المثالية". في المقابل، يعتمد الأجداد على سنوات خبرتهم الطويلة، حدسهم، والمقاربات الأكثر تقليدية التي تبدو لهم مجربة ومنطقية وتناسب واقع العائلة.
هذا الصراع في وجهات النظر يؤدي إلى شعور العديد من الأجداد بأنهم مستبعدون أو حتى مراقبون عندما يعتنون بالأحفاد. يتم تجاهل خبرتهم وحكمتهم، وتعتبر محاولات تقديم النصيحة تدخلاً أو نقداً. هذا يخلق توتراً في العلاقات الأسرية ويجبر الجيل الأكبر على إعادة تقييم دوره في حياة الأحفاد. يضطر البعض حتى إلى اتخاذ قرار صعب بالامتناع عن المساعدة في رعاية الأحفاد لتجنب الصراعات المستمرة والإهانات. هذه الظاهرة تظهر بوضوح مدى تغير مفاهيم الطفولة والأبوة في العقود الأخيرة، مما يخلق تحديات جديدة للتفاهم بين الأجيال داخل الأسرة.