
في كلمات قليلة
تُعد سرقة الهوية مشكلة خطيرة ومتزايدة في العصر الرقمي. إنها تسبب معاناة كبيرة للضحايا، وتحوّل حياتهم إلى كابوس إداري.
تُعد سرقة الهوية، أو انتحال الشخصية، آفة متزايدة تسبب معاناة كبيرة للأفراد في جميع أنحاء العالم. هذه الظاهرة، التي تتفاقم بشكل خاص في العصر الرقمي، يمكن أن تُدمر حياة الضحايا وتحولها إلى جحيم إداري وقانوني.
يواجه الآلاف من الأشخاص كل عام وضعاً غريباً يضطرون فيه لإثبات أنهم هم أنفسهم. يتزايد هذا النوع من الاحتيال الإلكتروني ويشمل فئات متنوعة من الضحايا، من الأفراد العاديين إلى المهنيين. تُشير التقديرات إلى أن حوالي 200 ألف شخص في فرنسا وحدها يقعون ضحية لانتحال الشخصية سنوياً، وهذا الرقم في ازدياد.
قصة كريستيان، وهو رجل متقاعد، تُظهر مدى فداحة المشكلة. منذ ستة أشهر، أصبحت حياته جحيماً بسبب سرقة هويته. لقد تلقى حوالي 180 مخالفة مرورية خلال الأشهر القليلة الماضية. تبين أن شخصاً ما يستخدم بياناته وأن هناك حوالي 3000 سيارة مسجلة باسمه تتجول بحرية في جميع أنحاء البلاد. يواجه كريستيان عبئاً يومياً من المهام الإدارية والقانونية بسبب هذه المشكلة، بالإضافة إلى الشعور بالإحباط والعجز.
لا يخفي كريستيان غضبه وإحباطه من الموقف الذي يجد نفسه فيه ومن بطء الإجراءات الرسمية: "أنا غاضب ومستاء من ممثلي النيابة العامة. مهما شرحت لهم وضعي، لا أحد يهتم. لا أحد يتعامل مع هذه المشكلة، ويستمرون في إرسال الغرامات تلو الغرامات."
لا يقتصر الأمر على الأفراد فحسب، بل يقع المهنيون أيضاً ضحايا لانتحال الشخصية. على سبيل المثال، يتعرض الأطباء لسرقة أرقام تسجيلهم لاستخدامها في إصدار شهادات مرضية مزيفة. تُظهر هذه الحالات أن مشكلة سرقة الهوية والجرائم السيبرانية تتطلب حلولاً جادة لتعزيز الأمن الرقمي وحماية البيانات الشخصية للأفراد في عالم رقمي متزايد التعقيد. تُبرز قصص الضحايا الحاجة الماسة لآليات حماية ودعم أكثر فعالية.