تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب: هل يخلق العالم الرقمي "جيلاً جديداً" بتحديات مجتمعية؟

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب: هل يخلق العالم الرقمي "جيلاً جديداً" بتحديات مجتمعية؟

في كلمات قليلة

تحليل لتأثير التكنولوجيا الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين يثير قلقاً متزايداً. يتساءل الخبراء عما إذا كانت وسائل التواصل تخلق «جيلاً جديداً» بتحديات كبيرة، ويطالبون باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الشباب في العالم الرقمي.


ماذا فعلنا بأطفالنا؟ هذا السؤال يطرح نفسه بقوة في عصر انتشار التكنولوجيا الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي. يعرب الخبراء والشخصيات العامة عن قلق بالغ إزاء ما يعتبرونه تحولات أنثروبولوجية غير مسبوقة ناتجة عن تأثير الإنترنت على المراهقين المعاصرين.

في ظل الأحداث المأساوية الأخيرة التي تورط فيها قُصّر، تتزايد الأصوات التي تشير إلى أن كل جيل من الأطفال يحتاج إلى "تهذيب" من الكبار، لكن الوضع الحالي يزداد تعقيداً بسبب نشأة الشباب في عالم محاط بالشاشات والخوارزميات.

الاقتراحات السهلة، مثل تركيب بوابات أمنية في المدارس أو تدريس المواد التربوية عبر المسلسلات، تبدو قاصرة وتدل على نوع من الاستسلام. إنها محاولة لتأمين واقع صعب ساهمنا في خلقه. وتبين الأحداث الأخيرة أن حتى المراهقين الذين يرفعون شعارات مناهضة للتنمر قد يكونون ضالعين في سلوكيات مدمرة.

هذا يثير تساؤلات حول الحاجة إلى إجراءات أكثر جذرية، مثل المقترح المتداول بحظر وصول القُصّر دون سن 15 عاماً إلى وسائل التواصل الاجتماعي. يعتبر هذا المقترح أحد التوجهات المحتملة ضمن نقاش أوسع حول كيفية حماية الجيل الناشئ من التأثيرات السلبية للعالم الرقمي.

يؤكد المختصون أن المشكلة تتجاوز الجوانب التقنية أو التربوية البسيطة، لتصبح مسألة تتعلق باختيار حضاري. فالمنصات الحديثة، مثل تيك توك، انستغرام، يوتيوب، تويتش، وغيرها، أصبحت عوامل مؤثرة بقوة في تشكيل نظرة الشباب وسلوكياتهم. انتشار المحتوى الإشكالي، بما في ذلك الكراهية، الاحتيال، والتحريض على العنف، بالإضافة إلى الإدمان على الخوارزميات، يثير قلقاً متزايداً.

يواجه المجتمع تحدياً حقيقياً لإعادة التفكير في أساليب التربية والتعليم في العصر الرقمي، بهدف عدم "التضحية بجيل كامل" يُترك فريسة للخوارزميات التي تسبب الإدمان. وتصبح قضايا تنظيم عمل المنصات الإلكترونية، ومسؤولية المؤثرين، وتوفير بيئة رقمية آمنة، أولويات قصوى للحفاظ على صحة ورفاهية الشباب.

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.