
في كلمات قليلة
طبق "غاينيه" هو حساء سمك تقليدي من مدينة بولو سور مير الفرنسية، يشبه يخنة السمك التقليدية. نشأ هذا الطبق من استخدام الأسماك التي كان الصيادون يمنحونها لعائلاتهم. أصبح "غاينيه" رمزًا للمطبخ المحلي وفخرًا لسكان المنطقة.
في شمال فرنسا، وبالتحديد في مدينة بولو سور مير الساحلية (منطقة با دو كاليه)، يوجد طبق مميز يمثل فخرًا كبيرًا لسكانها، ولا يقل أهمية بالنسبة لهم عن طبق البويابيس الشهير لسكان مرسيليا في الجنوب. نتحدث عن طبق "غاينيه" (Gainée)، وهو حساء سمك غني تعود قصته إلى تقاليد الصيد العريقة في المدينة.
يمكن وصف "غاينيه" بأنه نسخة بحرية من طبق "بو أوفو" الفرنسي التقليدي (يخنة اللحم والخضار). إنه طبق عائلي يتوارث عبر الأجيال، وأصبح جزءًا لا يتجزأ من المطبخ المحلي. هذه الوصفة التقليدية تسعد أهالي بولو سور مير منذ عقود طويلة.
لتحضير هذا الطبق، تُشترى المكونات الرئيسية عادة من ميناء المدينة، على بعد أمتار قليلة من قوارب الصيد. المعيار الأساسي عند اختيار السمك لـ "غاينيه" هو أن يكون سمكًا محليًا، يتم صيده في بحر الشمال. يمكن استخدام أنواع مختلفة من الأسماك البيضاء.
بالنسبة لعشاق هذا الحساء، التمسك بالتقاليد أمر أساسي. فهم يختارون فقط أنواع الأسماك التي تعيش في بحر الشمال. بالنسبة للكثيرين من أبناء وبنات صيادي بولو سور مير، "غاينيه" ليس مجرد طبق، بل هو إرث ثقافي عريق.
هناك قصة قديمة تحكي عن أصل هذا الطبق. في الماضي، كان رب السفينة يمنح بحارته جزءًا من الصيد يسمى "غاين" (Gain)، وكان عادةً السمك الذي لا يبدو جميلاً ولكنه صالح للأكل تمامًا. كانت النساء اللواتي ينتظرن عودة أزواجهن يقمن بتحضير نوع من "بو أوفو" باستخدام هذا السمك، وهو ما تطور ليصبح طبق "غاينيه" الذي نعرفه اليوم.