
في كلمات قليلة
قال الطبيب المعروف غابور ماتي إن العزلة والوحدة تلحقان ضرراً بالصحة يمكن مقارنته بتدخين 15 سيجارة يومياً. ويربط ذلك بالإجهاد المزمن وكبت المشاعر الذي قد يؤدي إلى أمراض جسدية.
يؤكد الدكتور غابور ماتي، وهو طبيب وباحث مرموق متخصص في الصدمات النفسية، أن العيش في عزلة يمكن أن يلحق ضرراً جسيماً بالصحة، يعادل الضرر الناتج عن تدخين خمس عشرة سيجارة يومياً.
يُعرف غابور ماتي، الذي يصفه البعض بـ«رجل الصدمات» نظراً لعمله الرائد في هذا المجال، بنظرته الفريدة للإدمان، آثار الإجهاد المزمن، وتأثير الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على صحتنا. ويرى أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية غالباً ما يكونون قد اضطروا إلى كبت مشاعرهم.
ألّف الدكتور ماتي عدة كتب مهمة تناولت مواضيع مثل الإدمان، العلاقة بين الإجهاد والأمراض الجسدية، اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وتأثير الثقافة السامة على الصحة والشفاء في كتابه الأخير «أسطورة الطبيعي: الصدمة، المرض، والشفاء في ثقافة سامة» الذي شاركه في تأليفه ابنه دانيال.
يُعتبر الدكتور ماتي رائداً من قبل البعض، بينما ينظر إليه آخرون كطبيب تقليدي. لكن رسالته الأساسية حول الارتباط الوثيق بين الحالة النفسية، بما في ذلك العزلة والصدمات، والصحة الجسدية، تلقى صدى واسعاً.
موضوع العزلة والوحدة يكتسب أهمية متزايدة في الآونة الأخيرة. تشير البيانات إلى ارتفاع عدد الأشخاص المنعزلين اجتماعياً، وخاصة كبار السن الذين يفتقرون إلى التواصل المنتظم مع العائلة أو الأصدقاء. تساهم عوامل مثل تراجع أماكن التجمع التقليدية وزيادة التفاعل الافتراضي، خاصة بعد الجائحة، في تعزيز الشعور بالوحدة.
تُبذل جهود متنوعة لمواجهة هذه الظاهرة، مثل إنشاء مساحات للتواصل أو تقديم الدعم للمنعزلين. ومع ذلك، فإن حجم المشكلة، التي يقارنها الدكتور ماتي بخطورة التدخين اليومي المكثف، يتطلب اهتماماً أوسع من المجتمع والقطاع الطبي.