
في كلمات قليلة
درس طبيب القلب الشهير الدكتور إريك توبول على مدار ست سنوات الأشخاص الذين يصلون إلى سن 90-100 عام دون الإصابة بأمراض خطيرة. كشفت دراسته أن العامل الأساسي ليس الوراثة، بل العادات اليومية ونمط الحياة.
كرّس طبيب القلب وعالم الوراثة والباحث الأمريكي المعروف، الدكتور إريك توبول، ست سنوات من وقته لدراسة ظاهرة الأشخاص "فائقي العمر" – أولئك الذين يصلون إلى سن التسعينيات وحتى المئة عام مع الحفاظ على صحة ممتازة وتجنب الأمراض الخطيرة. كان يسعى لفهم السبب الذي يجعل بعض الأشخاص يتجنبون الأمراض مع التقدم في العمر، بينما يعاني آخرون من تدهور صحتهم فور الوصول إلى سن التقاعد.
في البداية، اعتقد الدكتور توبول أن سر هذا العمر المديد ومقاومة الأمراض يكمن في طفرات وراثية فريدة. لكن دراسته الشاملة، التي نُشرت نتائجها في كتابه الجديد "Super Agers" (2025)، قادته إلى استنتاج مختلف تمامًا. تبيّن أن الجينات تلعب دورًا أقل بكثير مما كان يُعتقد.
السر الرئيسي للصحة في سن متقدمة ليس الجينات الموروثة، بل هو العادات الحياتية اليومية. الخيارات البسيطة ولكن الثابتة في نمط الحياة هي العوامل الحاسمة.
الدكتور توبول نفسه، الذي سيبلغ 71 عامًا قريبًا، يعترف بأنه أعاد النظر بالكامل في عاداته الشخصية في سن 68، بناءً على أبحاثه. يولي اهتمامًا خاصًا للتغذية السليمة، ونظام النوم، وشرب كميات كافية من الماء. هذا التغيير المتأخر يهدف إلى الوقاية من الأمراض بدلاً من علاجها.
تؤكد دراسة "فائقي العمر" على أنه لم يفت الأوان أبدًا للبدء في رعاية الصحة وتغيير نمط الحياة لتأخير ظهور الشيخوخة والأمراض المرتبطة بها قدر الإمكان.