
في كلمات قليلة
بعد حرق نسخة من القرآن في مسجد بمدينة فيلوربان الفرنسية، نظم المئات من أتباع الديانات الثلاث مسيرة مشتركة. المسيرة أكدت على التضامن بين الجاليات الدينية ووجهت رسالة قوية ضد الكراهية ومن أجل السلام والتعايش.
شهدت مدينة فيلوربان الفرنسية، الواقعة في ضواحي ليون، يوم الاثنين مسيرة تضامنية بين الأديان شارك فيها أكثر من 200 شخص من الكاثوليك واليهود والمسلمين. جاءت هذه المسيرة ردًا على حادثة حرق نسخة من القرآن الكريم في أحد مساجد المدينة الأسبوع الماضي.
ربطت المسيرة، التي سادتها أجواء أخوية، بشكل رمزي بين ثلاثة دور عبادة رئيسية في هذه المدينة ذات التنوع السكاني: كنيسة سانت مادلين، ومعبد كيرين أور اليهودي، ومسجد الرحمة. سار المشاركون جنبًا إلى جنب للتعبير عن رفضهم للكراهية والتطرف ودعمًا للعيش المشترك في سلام.
أكد المشاركون، من بينهم مواطنون عاديون وزعماء دينيون محليون، على أهمية هذه المبادرة، خاصة في ظل التوترات المتزايدة على الصعيدين المحلي والدولي. عبر الكثيرون عن شعورهم بعدم الأمان والحاجة الملحة لإظهار أن التعايش السلمي بين مختلف المعتقدات ممكن وضروري.
أوضح الزعماء الدينيون أن الحوار والتفاهم بين الجاليات أمر حيوي. أشار إمام مسجد فيلوربان، الشيخ عز الدين غاسي، إلى أن حوادث مثل حرق القرآن تؤثر على الجالية المسلمة وتدفع المساجد إلى اتخاذ إجراءات أمنية إضافية، مثل مراقبة الدخول خلال أوقات الصلاة، وهو ما لم يكن معتادًا عليه في السابق.
كما عبرت حاخامة المعبد الليبرالي وكاهن الكنيسة الكاثوليكية عن إدانتهما للكراهية والعنف، مؤكدين على ضرورة وقفهما. اختتمت المسيرة أمام مبنى البلدية، حيث استقبلهم عمدة فيلوربان.
وفي سياق متصل، تم وضع المشتبه به في حرق القرآن، وهو رجل يبلغ من العمر 27 عامًا وُصف بأنه "غير مستقر نفسيًا"، قيد الاحتجاز المؤقت. من المقرر أن يُحاكم في نهاية شهر يوليو بعد خضوعه لفحص نفسي.