
في كلمات قليلة
نجح المهندس المعماري داريو موتشيدا في إعادة إحياء منزل من القرن التاسع عشر في قلب باريس، محولاً إياه من مجموعة شقق مقسمة إلى مسكن عائلي فاخر يضم ست غرف نوم وحديقة خاصة. استغرقت عملية التجديد عاماً كاملاً وركزت على فتح المساحات، وزيادة الإضاءة الطبيعية، وخلق اتصال سلس بين الداخل والخارج.
في قلب الدائرة الخامسة المرموقة في باريس، قام المهندس المعماري داريو موتشيدا (Dario Mucedda) بإعادة تصميم شاملة لمنزل يعود إلى القرن التاسع عشر، محولاً إياه إلى واحة حقيقية. تمحور المشروع حول خلق حوار متناغم بين التصميم الداخلي الفاخر والحديقة الخاصة التي خضعت بدورها لإعادة هيكلة كاملة.
قبل هذا التحول، كان هذا العقار، الذي يمكن وصفه بـ "الجنة الصغيرة في باريس"، مجرد سكن مقسم إلى شقق ضيقة ومكتظة. اليوم، أصبح منزل عائلي فاخر يتميز بمساحات واسعة وإطلالة على حديقة سرية نادرة في العاصمة الفرنسية. إنها قصة تجديد معماري مذهل.
بعد تأسيس وكالته 2D Dario Mucedda في عام 2011، وظف المهندس خبرته الواسعة في البناء والتجديد لخدمة العملاء الخاصين، معتمداً على بصمته المميزة التي تجمع بين الأناقة والوظيفة. من أبرز إنجازاته: تحويل هذا القصر الذي تبلغ مساحته 260 مترًا مربعًا، والذي يضم ست غرف نوم وغرفة معيشة وطعام كبيرة، بالإضافة إلى حديقة خاصة.
استغرق العمل عاماً كاملاً لتحويل المكان إلى مسكن راقٍ ومصمم لراحة زوجين وأطفالهما الثلاثة. يكشف لنا داريو موتشيدا عن "أسرار الصنعة" خلال جولة خاصة.
نقطة الانطلاق: إزالة الهياكل الداخلية وإعادة التوحيد
«عندما اشترى عملاؤنا هذا المنزل، كان مقسماً إلى عدة مساكن تشغلها عائلة واحدة، ولم يسبق له أن خضع لأي تجديد. لإعادة الوحدة إليه، قمنا بتفكيك المستويات الثلاثة بالكامل، حتى السقف تم تجديده. لم نحافظ إلا على القوالب الجصية الأصلية التي تعود إلى القرن التاسع عشر في السقف، أو قمنا بتشكيل نسخ طبق الأصل منها عند الضرورة. كما تم الحفاظ على قفص الدرج المغطى بالألواح الخشبية. أما الأرضيات، فقد تم تغييرها بالكامل لتمرير نظام التدفئة الحديث. يمكن القول إننا بدأنا من الصفر»، يوضح المهندس.
غرفة المعيشة: فن الإضاءة والخصوصية
تم الحفاظ على غرفة المعيشة هذه جزئياً مغلقة للحفاظ على جو دافئ ومريح. كل شيء هنا جديد، بما في ذلك الأرضيات الخشبية التي تبدو عتيقة. تم توسيع المدفأة واستخدامها لإخفاء شاشة التلفزيون. تم إنشاء فتحة في الجدار الفاصل بين غرفة المعيشة والمدخل، مما يسمح للضوء بالانتشار. المرآة فوق المدفأة تواجه هذه الفتحة، مما يخلق "تلاعباً ضوئياً" يزيد من إضاءة الغرفة.
ولخلق "حدود" بين الخارج والداخل وتوفير الخصوصية، تم وضع أريكة كبيرة ومنخفضة أمام النافذة المطلة على الشارع، مما يسمح بدخول الضوء دون كشف تفاصيل الغرفة للمارة.
غرفة الطعام: إطلالة مذهلة على الحديقة
تستمد غرفة الطعام سحرها من إطلالتها المباشرة على الحديقة. تم استبدال السقف الزجاجي القديم الذي كان يسمح بمرور البرد بباب زجاجي كبير ومحكم الإغلاق ومصنوع خصيصاً. ولأن الواجهة كانت متجهة نحو الشمال، كان من الضروري توسيع الفتحة إلى أقصى حد لضمان تدفق الضوء الطبيعي.
طاولة الطعام التي يبلغ طولها ثلاثة أمتار صُنعت خصيصاً، وكراسيها مغطاة بأقمشة فاخرة. والنتيجة: أصبحت غرفة الطعام ذات طابع مذهل بعد أن كانت تبدو ضائعة في مساحة كبيرة.
المطبخ المفتوح والحديقة
تم فتح مساحة المطبخ الضيقة والمغلقة وربطها بغرفة الطعام. تم دمج جميع الأجهزة التقنية في خزائن مصممة حسب الطلب. كما تم إضافة جزيرة مركزية تضم المغسلة وغسالة الأطباق، وتمتد لتصبح طاولة طعام مرتفعة لوجبات الأسرة اليومية.
أما الحديقة، فكانت في السابق مهملة. قام المهندس بإعادة تصميمها بالكامل، بما في ذلك أعمال حفر بعمق متر أمام الواجهة لفتح المنظر من غرفة المعيشة والطعام. يشعر السكان الآن بوجود الحديقة كـ امتداد طبيعي للمنزل. وتم رصف الأرضية بحجر باريسي، وتجهيز منصة خشبية مرتفعة بأريكة منسوجة، مما يجعلها مكاناً مثالياً للاسترخاء.