
في كلمات قليلة
العديد من النساء اللواتي تعرضن للعنف المنزلي يواجهن معضلة: كيف يحافظن على علاقة أطفالهن بالزوج السابق المسيء وهل هذا ممكن بأمان؟ إنه تحدٍ شاق يتطلب حماية الطفل والأم.
عندما تنتهي العلاقة الزوجية بسبب العنف، تواجه المرأة سؤالاً مؤلماً: ما مصير الأطفال؟ هل يجب الحفاظ على علاقتهم بأب تسبب في الألم، وهل هذا ممكن دون تعريضهم أو تعريضها للخطر؟
تسعى العديد من النساء اللواتي تركن شريكاً عنيفاً جاهدات للحفاظ على العلاقة بين الأب والطفل. لكن هذا الأمل غالباً ما يكون هشاً ويتعثر أمام واقع صعب.
قصة إيفا نغالي تسلط الضوء على هذا التحدي. طوال حياتها الزوجية، تعرضت إيفا للإهانة والتقليل من شأنها من قبل زوجها السابق. كان ينتقدها لعدم تحدثها بصوت عالٍ، ويعتمد عليها كلياً في المساعدة والإنفاق بحجة ضعف بصره وصعوبة إيجاد عمل، ويشعرها باستمرار بأنها لا تصلح لشيء. أصر على إنجاب طفل، ثم لم يتوقف عن ترديد أن إيفا لا تعتني به جيداً. في عمر الثامنة والعشرين، تعرضت إيفا للعنف الجسدي لأول مرة. تروي أن صفعة في أحد المتاجر بسبب خلاف كانت نقطة تحول بالنسبة لها. تقول: "هناك أدركت أن الوضع لا يمكن الاستمرار فيه. في السابق، بقيت من أجل طفلي... في النهاية، غادرت من أجله هو بالذات".
إن الانفصال بعد العنف أمر معقد بحد ذاته. ولكن ماذا بعد؟ كيف يمكن الحفاظ على علاقة الطفل بأب كان مسيئاً، وهل يمكن فعل ذلك دون تعريض الأم (والطفل) للخطر؟ تتطلب هذه الأسئلة تفكيراً عميقاً وإيجاد حلول تضمن سلامة الجميع.