
في كلمات قليلة
تظهر طيور المدن قدرة تكيف مدهشة، مستخدمة خصائص البيئة الحضرية للبقاء. تم تسجيل ملاحظة حديثة لصقر كوبر يستغل الضوء الأحمر عند تقاطع مزدحم في نيوجيرسي لعبور الشارع دون عوائق والوصول إلى فريسته.
في البيئات الحضرية، تواجه الحيوانات باستمرار تحديات جديدة، لكن العديد منها يظهر براعة مدهشة في التكيف مع الحياة بجوار البشر، بل واستخدام البنية التحتية للمدن لصالحها. الملاحظات على الطيور في المدن الكبرى تظهر أنها لا تنجو فقط، بل تزدهر، وتطور استراتيجيات سلوكية فريدة.
على سبيل المثال، هناك حالات موثقة لطيور ترمي المكسرات تحت عجلات السيارات لتكسيرها، أو لعقعق يستخدم المسامير المضادة للحمام لحماية أعشاشه من الغربان. كما أن الطيور آكلة الجيف غالبًا ما تراقب جوانب الطرق السريعة بحثًا عن حيوانات دهست، مستغلة إياها كفريسة سهلة. هذه الأمثلة توضح كيف تتعلم الحيوانات الحضرية استغلال المخاطر والخصائص المميزة للمناظر الطبيعية الحضرية لصالحها.
مؤخرًا، تم تسجيل ملاحظة مذهلة أخرى. في إحدى ضواحي ولاية نيوجيرسي الأمريكية، أظهر صقر كوبر، وهو طائر جارح شائع في أمريكا الشمالية، تكتيكًا غير عادي للصيد. شاهد باحث كيف استغل صقر صغير لحظة توقف السيارات عند الضوء الأحمر في تقاطع مزدحم، وانطلق من شجرة. حلق منخفضًا جدًا فوق الرصيف بمحاذاة صف السيارات المتوقفة، ثم قام بانعطاف حاد وعبر الشارع بين السيارات وهبط.
هذه الاستراتيجية سمحت للطائر الجارح بعبور الطريق المزدحم دون عوائق، وهو ما كان سيكون خطيرًا في الأوقات العادية، والوصول إلى فريسة محتملة على الجانب الآخر من الشارع. تؤكد مثل هذه الملاحظات أن طيور المدن تتمتع بقدرة عالية على التكيف وقادرة على إيجاد حلول غير تقليدية للبقاء والصيد في الظروف المتغيرة للبيئة الحضرية. استخدام عناصر البنية التحتية للمدينة، مثل إشارات المرور، يعد مثالًا ساطعًا على قدرتها المذهلة على التكيف.