
في كلمات قليلة
عاد دواء "شامبكس" (فارينيكلين) المضاد للتدخين، الذي تنتجه شركة فايزر، إلى الصيدليات بعد سحبه في عام 2021 بسبب الكشف عن شوائب النتروزامين، مما يمثل خبراً جيداً للمدخنين الشرهين.
عاد دواء "فارينيكلين"، المعروف باسمه التجاري "شامبكس" (Champix)، إلى الصيدليات بعد غياب دام نحو أربع سنوات. هذا المنتج، الذي تنتجه شركة فايزر (Pfizer)، كان قد سُحب من الأسواق في عام 2021 بعد الكشف عن وجود شوائب بمستويات تتجاوز الحدود المقبولة.
ويُعد هذا الخبر ساراً للمدخنين الشرهين، حيث يعتبر "شامبكس" أحد أكثر العلاجات فعالية للإقلاع عن التدخين، متفوقاً على بدائل النيكوتين الأخرى مثل اللصقات والعلكة. وقد أصبح الدواء متاحاً مرة أخرى بوصفة طبية، ليضاف إلى قائمة الوسائل المتاحة لمكافحة الإدمان على التبغ.
تاريخ من الجدل والتبرئة
بدأ تاريخ "شامبكس" في الأسواق الأوروبية عام 2007، وحظي في البداية بتقييم عالٍ لأهميته الطبية. ومع ذلك، سرعان ما اندلع جدل واسع في الولايات المتحدة بسبب اتهامات بأن الدواء يسبب آثاراً جانبية نفسية خطيرة، مما أدى إلى وضعه تحت المراقبة المشددة.
لكن الدراسات اللاحقة برأت الدواء تماماً. ففي عام 2016، على سبيل المثال، خلصت دراسة واسعة نُشرت في مجلة "ذا لانسيت" (The Lancet)، شملت أكثر من 8000 مدخن، إلى أن الاضطرابات النفسية لم تكن أكثر شيوعاً بين المرضى الذين عولجوا بـ"شامبكس" مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي أو مجموعة لصقات النيكوتين. ورغم تبرئته علمياً، ظلت صورة الدواء مشوهة، مما أثر على مبيعاته.
سبب السحب وعملية التصنيع الجديدة
في أكتوبر 2021، تم سحب جميع دفعات "شامبكس" من السوق بناءً على طلب وكالة الأدوية الأوروبية. كان السبب هو اكتشاف مادة "النتروزامين"، وهي شوائب يمكن أن تتشكل نتيجة تفاعل بين السواغات والتعبئة. ووفقاً لوكالات الأدوية، فإن التعرض لهذه المادة لفترات طويلة وبمستويات تتجاوز الحدود الآمنة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
عملت شركة فايزر منذ ذلك الحين على إعادة صياغة المنتج ومراجعة عملية التصنيع بالكامل لضمان الامتثال لمعايير الجودة الجديدة. وأوضحت الشركة أن هذا التغيير في عملية التصنيع، التي تتم في مصانعها بألمانيا وإيطاليا، هو ما استغرق وقتاً طويلاً قبل إعادة تقديم طلب ترخيص التسويق المحدث.
لمن يُوصف "شامبكس"؟
لم يتغير دليل استخدام الدواء. فهو مخصص للمدخنين الشرهين الذين لديهم دافع قوي للإقلاع، ولكنهم فشلوا في تحقيق ذلك باستخدام طرق العلاج الأخرى. يُؤخذ العلاج على شكل أقراص يومية لمدة ثلاثة أشهر، قابلة للتجديد، ويتطلب وصفة طبية.
يؤكد الأطباء أن إحدى مزايا "شامبكس" هي أن الجرعة القياسية تعمل لمعظم المرضى، مما يبسط عملية العلاج مقارنة ببدائل النيكوتين التي تتطلب تعديل الجرعات. وتشير التقديرات إلى أن معدل الامتناع عن التدخين على المدى الطويل (بعد عام واحد) يصل إلى حوالي 27%، وهو ما يمثل تحسناً كبيراً مقارنة بالدواء الوهمي الذي تبلغ فعاليته 9%.
على الرغم من فعاليته، فإن "شامبكس" لا يخلو من الآثار الجانبية، وأكثرها شيوعاً هي الغثيان والأرق والأحلام غير الطبيعية والصداع. ومع ذلك، تؤكد السلطات الصحية أن البيانات الحديثة لم تثبت زيادة في مخاطر الآثار الجانبية العصبية النفسية أو القلبية الوعائية الخطيرة التي كانت مثار جدل في السابق.