
في كلمات قليلة
أدانت محكمة باريس مارين لوبان وآخرين في قضية المساعدين البرلمانيين، مما أثار ردود فعل قوية. أنصارها نددوا بما اعتبروه «مؤامرة قضائية» تستهدفها سياسياً، بينما اعتبر اليسار القرار «سليماً» ويصب في صالح سيادة القانون، مؤكدين على ضرورة خضوع الجميع للعدالة.
أدانت محكمة باريس مارين لوبان وثمانية نواب أوروبيين آخرين بتهمة اختلاس أموال عامة في قضية المساعدين البرلمانيين لحزب الجبهة الوطنية (FN)، الذي أصبح لاحقاً التجمع الوطني (RN). هذا القرار يلقي بظلاله على ترشح مارين لوبان للانتخابات الرئاسية المقبلة وأثار ردود فعل سياسية واسعة.
أنصار التجمع الوطني ينددون بقرار سياسي
على الرغم من أن رئيسة الكتلة البرلمانية للتجمع الوطني لم تعلق بعد، إلا أن رئيس الحزب، جوردان بارديلا، علق على القرار عبر منصة إكس قائلاً: «اليوم، ليست مارين لوبان وحدها من تُدان ظلماً: إنها الديمقراطية الفرنسية التي تُعدم». وأضاف قبل توجهه إلى اجتماع طارئ في مقر الحزب: «ليس للقضاة أن يقرروا لمن يجب أن يصوت الشعب».
من جهته، علق إريك زمور على منصة إكس: «مهما كانت خلافاتنا، فإن مارين لوبان شرعية للترشح أمام الناخبين». وأضاف المرشح الرئاسي السابق: «يؤسفني أن السياسيين منحوا القضاء هذه السلطة المفرطة. يجب تغيير كل شيء».
بدوره، استنكر إريك سيوتي، حليف لوبان ورئيس كتلة الجمهوريين في الجمعية الوطنية، ما وصفه بـ«مؤامرة قضائية مخزية تصادر المصير الديمقراطي لأمتنا». وأضاف: «إنه نظام للاستيلاء على السلطة يستبعد بشكل منهجي أي مرشح يميني قادر على الفوز، من فرانسوا فيون إلى مارين لوبان».
اليسار «يأخذ علماً» بالقرار
أصدر حزب «فرنسا الأبية» (LFI) بياناً جاء فيه: «نأخذ علماً بهذا القرار القضائي، حتى لو كنا نرفض من حيث المبدأ استحالة الاستئناف لأي مدعى عليه». وأضاف الحزب الذي يقوده مانويل بومبار: «نشير إلى أن الوقائع التي تم إثباتها خطيرة بشكل خاص. إنها تتناقض تماماً مع شعار «رأس مرفوع، أيادي نظيفة» الذي سعى هذا الحزب طويلاً للازدهار عليه».
وختم البيان: «أما بالنسبة للباقي، فإن فرنسا الأبية لم تستخدم المحكمة كوسيلة للتخلص من التجمع الوطني. نحن نحاربه في صناديق الاقتراع كما في الشارع (...) وسنهزمه غداً أيضاً في صناديق الاقتراع، بغض النظر عن مرشحه أو مرشحته».
من جانبها، كتبت النائبة البيئية، والمنشقة عن حزب فرنسا الأبية، كليمنتين أوتان على إكس: «قرار العدالة ضد مارين لوبان وقادة التجمع الوطني سليم، لأنه يتعلق بسيادة القانون، التي يريد اليمين المتطرف في جميع أنحاء العالم تدميرها». وأضافت: «يجب أن يكون المنتخبون خاضعين للمساءلة القضائية مثل جميع المواطنين، لا استثناءات! وعقوبات عدم الأهلية جزء من ترسانة حماية نظامنا الديمقراطي».
ودعا السكرتير الوطني للحزب الشيوعي، فابيان روسيل، إلى «احترام القضاء». وكتب على إكس: «العدالة هي العدالة، ويجب أن تكون هي نفسها للجميع». وأضاف: «خاصة وأن السيدة لوبان مسؤولة سياسية تطالب بمزيد من الحزم من القضاء!».
وعلق النائب الاشتراكي إيمانويل غريغوار على إكس قائلاً: «هذا القرار القضائي ليس مشكلة ديمقراطية ولا حكماً سياسياً». وحذر: «أفكار مارين لوبان - التي سأحاربها دائماً - ستظل ممثلة في المشهد السياسي الفرنسي».