
في كلمات قليلة
يشن رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق، إدوار فيليب، هجوماً حاداً على وضع فرنسا في ظل حكم الرئيس إيمانويل ماكرون في كتابه الجديد، واصفاً البلاد بأنها تتراجع وديمقراطيتها مريضة. هذه الانتقادات تأتي في إطار سعيه للترشح للرئاسة عام 2027 ومحاولة التمايز عن سياسات ماكرون.
في خطوة تضع رئيس الوزراء الفرنسي السابق، إدوار فيليب، في موقع المترشح المحتمل للانتخابات الرئاسية عام 2027، أصدر كتاباً جديداً يرسم فيه صورة قاتمة لوضع فرنسا الحالي تحت قيادة الرئيس إيمانويل ماكرون.
الكتاب، وعنوانه «ثمن أكاذيبنا» (Le Prix de nos mensonges)، والذي تم إرسال نسخة منه إلى الرئيس ماكرون نفسه، يقع في 191 صفحة تحمل انتقادات حادة. يصف فيليب فرنسا بأنها بلد «يتراجع»، والدولة بأنها «متضخمة»، والمجتمع بأنه «معطل». يشير الكتاب إلى نظام تعليمي يعيد إنتاج «اللامساواة الاجتماعية»، ونظام قضائي يمثل «حلقة ضعيفة جداً في جهاز دولتنا»، ونموذج اجتماعي «لم يعد قابلاً للاستمرار»، وديون عامة بلغت «مستوى غير مسبوق»، وديمقراطية «مريضة».
يعترف فيليب في كتابه بأنه «مريض بالغضب» في مواجهة «الأكاذيب» الفرنسية والمخاطر المرتبطة بها، مثل «نهاية الديمقراطية والخطر الوطني. الضعف ثم الانهيار». هذه النبرة القاسية تهدف إلى وضع مسافة واضحة بين فيليب وسياسات ماكرون.
يمثل هذا الموقف تحدياً معقداً لإدوار فيليب، رئيس حزب «آفاق» (Horizons)، فهو يحاول التوفيق بين انتقاده لحصيلة أداء الرئيس ماكرون ودوره السابق كرئيس للوزراء في حكومته (2017-2020)، دون أن يبدو متناقضاً. يسعى فيليب بقوة لتعزيز مكانته كشخصية رئيسية على يمين الوسط واليمين، محاولاً بناء ائتلاف واسع قبل الحملة الرئاسية المحتملة في عام 2027. استراتيجيته ترتكز على النأي بنفسه عن الجوانب غير الشعبية من إرث ماكرون، مع الحفاظ على روابط ضرورية، وهي مناورة سياسية دقيقة.