في كلمات قليلة
رفض البرلمان الأوروبي بأغلبية كبيرة مقترح حجب الثقة عن رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين. المبادرة التي أطلقها اليمين المتطرف بسبب اتهامات تشمل قضية "فايزرغيت" لم تحصل على الدعم الكافي، لكنها كشفت عن انقسامات وتوترات داخلية حتى بين حلفاء فون دير لاين السياسيين.
رفض البرلمان الأوروبي بأغلبية كبيرة يوم الخميس مقترحاً لحجب الثقة عن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في جلسة تصويت جرت في ستراسبورغ لم تكن نتائجها مفاجئة.
على الرغم من التوترات الداخلية، حافظت فون دير لاين، التي تنتمي إلى يمين الوسط، على دعم حلفائها من الاشتراكيين الديمقراطيين والوسطيين. لم يحصل مقترح حجب الثقة على الحد الأدنى المطلوب من الأصوات البالغ 361 صوتاً، حيث أيده 175 نائباً فقط، معظمهم من اليمين المتطرف ونحو عشرة نواب من اليسار الراديكالي.
ومن المثير للاهتمام أن نواب الحزب الإيطالي بزعامة جورجيا ميلوني، الذين يُعتبرون أكثر مرونة في التعامل مع فون دير لاين، لم يشاركوا في التصويت. في المقابل، صوّت 360 نائباً ضد المقترح، يمثلون كتل يمين الوسط والوسط والاشتراكيين الديمقراطيين وجزءاً من الخضر، بينما امتنع 18 نائباً عن التصويت.
ودافع حزب الشعب الأوروبي (PPE)، الكتلة الأكبر في البرلمان، بقوة عن رئيسة المفوضية. وقال رئيس الكتلة، مانفريد ويبر: "نحن نمثل عامل الاستقرار للمشروع الأوروبي. لقد منحنا المفوضية الأوروبية القوة التي تحتاجها في هذه الفترة من الاضطرابات العالمية".
انتقادات رغم الدعم
سبق التصويت نقاش حاد يوم الاثنين، حيث لم تسلم الزعيمة الألمانية من انتقادات حلفائها من اليسار والوسط. اتهمها هؤلاء بإدارة الأمور بأسلوب "عمودي" أكثر من اللازم، كما اتهموا حزب الشعب الأوروبي بالغموض في علاقته مع اليمين المتطرف لتقويض القوانين البيئية.
وأكدت مجموعة "تجديد أوروبا" (Renew) الوسطية أنها صوتت ضد المقترح، لكنها حذرت: "دعمنا لأورسولا فون دير لاين ليس أمراً مفروغاً منه". وطالبت رئيسة الكتلة، فاليري هاير، بأن "تستعيد فون دير لاين السيطرة على عائلتها السياسية لوقف تحالفاتها مع اليمين المتطرف".
فضيحة "فايزرغيت"
كان المبادر بمقترح حجب الثقة هو النائب الروماني من اليمين المتطرف، جورج بيبريا، الذي انتقد بشدة ما وصفه بغياب الشفافية لدى رئيسة المفوضية في قضية "فايزرغيت". لم تكشف فون دير لاين قط عن محتوى رسائل نصية تبادلتها مع الرئيس التنفيذي لشركة فايزر، ألبرت بورلا، أثناء مفاوضات الاتحاد الأوروبي لشراء لقاحات من الشركة الأمريكية. واتهم بيبريا المفوضية بـ"تجاوز سلطاتها" و"تجاهل البرلمان"، مندداً بما أسماه "تركيزاً غير ديمقراطي للقرارات بين يدي" فون دير لاين.
