البرلمان الفرنسي يصوّت على إلغاء مناطق الانبعاثات المنخفضة (ZFE) وسط ترحيب سياسي واسع

البرلمان الفرنسي يصوّت على إلغاء مناطق الانبعاثات المنخفضة (ZFE) وسط ترحيب سياسي واسع

في كلمات قليلة

الجمعية الوطنية الفرنسية تصوت على إلغاء مناطق الانبعاثات المنخفضة (ZFE). القرار لاقى ترحيباً من أحزاب متعددة باعتباره إنهاءً لإجراءات تعتبر غير عادلة، بينما أعرب آخرون عن قلقهم بشأن تأثيره على جودة الهواء.


صوّتت الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) لصالح إلغاء مناطق الانبعاثات المنخفضة (ZFE - zones à faibles émissions). جاء هذا القرار ضمن مشروع قانون "التبسيط"، حيث أيّده 98 نائباً مقابل 51، وقد أثار ردود فعل قوية ومتباينة بين السياسيين.

تم تطبيق مناطق ZFE قبل حوالي ست سنوات بهدف الحد من تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة في المدن. ومع ذلك، اعتبر العديد من النواب، من اليسار واليمين، أن هذه المناطق تمثل أداة إقصاء لفئات من السكان لا تستطيع شراء سيارات أقل تلويثاً بسبب محدودية الموارد.

تم اقتراح إلغاء مناطق ZFE في اللجنة بمبادرة من حزبي "الجمهوريون" (LR) و"التجمع الوطني" (RN). وصوّت البيئيون والاشتراكيون بغالبية ساحقة ضد الإلغاء، وكذلك بعض النواب من حزبي MoDem وHorizons. عارضت الحكومة هذا الإلغاء واقترحت حلاً وسطاً لم يُقبل. ومع ذلك، لا يزال يتعين تأكيد التصويت من خلال اعتماد مشروع قانون "التبسيط" بالكامل.

تدفقت ردود الفعل فور الإعلان عن نتيجة التصويت، خاصة من نواب حزبي "التجمع الوطني" و"فرنسا الأبية" (La France Insoumise - LFI).

قالت مارين لوبان على منصة X: «أفرح بإلغاء مناطق ZFE، إنه نصر عظيم للتجمع الوطني الذي عارض دائماً هذا الإجراء الجائر». وأضافت في منشور آخر: «إلغاء مناطق ZFE ليس هزيمة للبيئة، بل هو هزيمة للبيئة العقابية ولكل من يريد أن يضرب الفرنسيين بشكل منهجي. أنا سعيدة جداً بهزيمتهم، وهو نصر للفرنسيين!»

كما رحب نائب رئيس "التجمع الوطني" والنائب عن الشمال، سيباستيان شونو، بـ"وقف مناطق ZFE"، معتبراً إياها «رمزاً للإقصاء الاجتماعي»، ومؤكداً أنه يقف «إلى جانب الفرنسيين». وصاح النائب الجديد في RN، توماس كنافو، بـ«النصر!». وقال: «هذا المساء، صوّتت الجمعية الوطنية على إلغاء مناطق ZFE، الأداة التكنوقراطية لإقصاء الطبقات الوسطى والشعبية من مراكز المدن. لِنُعِد الحرية للفرنسيين!»

أكد النائب عن RN، جيريمي شونو، أن إلغاء مناطق ZFE ليس هزيمة للبيئة، قائلاً: «يجب مكافحة الجسيمات الدقيقة، ومكافحة التلوث، لكن ليس عن طريق الفصل الاجتماعي، وليس عن طريق الإقصاء».

وفي حزب "الجمهوريون"، تم الترحيب بنتيجة التصويت أيضاً. دعا زعيم نواب LR، إريك سيوتي، إلى «تحرير الفرنسيين من بيئة عقابية تخنقهم». أما النائبة عن MoDem، بلاندين بروكار، فقد صرّحت بأن «حماية جودة الهواء لا يجب أن تكون مرادفاً للإقصاء». وأعربت عن سعادتها «من أجل الجد الصغير في كالوير الذي لم يعد يستطيع الذهاب لتناول الغداء عند أطفاله في ليون يوم الأحد… وجميع من لا يستطيعون استخدام سياراتهم بسبب مناطق ZFE».

بالنسبة لحزب "فرنسا الأبية"، وُصف التصويت بأنه «انتصار عظيم». قال الحزب في بيان نُشر على شبكاته الاجتماعية: «مناطق ZFE تعاقب وتُحمّل المسؤولية لأفقر الناس في بلادنا، وهذا غير مقبول». وأضاف البيان: «في الوقت الذي يواجه فيه 15 مليون شخص صعوبات في التنقل في فرنسا، يجب على الدولة أن تضمن حق التنقل للجميع».

ومع ذلك، سارعت رئيسة الكتلة في الجمعية الوطنية، ماتيلد بانو، إلى التأكيد على أنه «على عكس التجمع الوطني»، فإن LFI تدافع عن «تطبيق بدائل بيئية واجتماعية». كما أكدت ألماء أوبونو، نائبة رئيس الجمعية الوطنية والمسؤولة عن برنامج "فرنسا الأبية"، أن «البيئة لا يجب أن تتم على حساب الطبقات الشعبية». ودعت إلى «العمل من أجل الحق في التنقل، ومن أجل بدائل بيئية واجتماعية».

في المقابل، أعرب البعض عن أسفهم بعد التصويت. أعرب المفوض السامي للاستراتيجية والتخطيط والوزير السابق، كليمان بون، عن أسفه على «أسبوع حزين من الديماغوجية المناهضة للبيئة، التي تضحي بالمستقبل من أجل الحاضر». النائب بيير فيران من حزب "النهضة" (Renaissance) قال إنه «حزين بشدة»، مذكراً بأن «تلوث الهواء يقتل 40 ألف شخص في فرنسا سنوياً». وأكد كونه نائباً عن باريس أنه «سيناضل من أجل استعادة منطقة ZFE في باريس من أجل أطفالنا».

نبذة عن المؤلف

أندريه - صحفي رياضي، يغطي الرياضات الأمريكية. تتيح تقاريره عن مباريات NBA وNFL وMLB للقراء الغوص في عالم الرياضة الأمريكية المثير.