الفيلسوف ميشيل فيهر يعرب عن قلقه العميق إزاء تداعيات "الترامبية" على الثقافات السياسية الأوروبية. ويتساءل فيهر عن السبل التي يمكن لأحزاب اليسار أن تواجه بها هذه الموجة الأيديولوجية المتصاعدة التي تسهم في طمس الحدود بين اليمين واليمين المتطرف في القارة الأوروبية.

على عكس الآمال بأن "مشهد" دونالد ترامب ومؤيديه قد يشكل فرصة لإعادة إحياء أوروبا كحصن لليبرالية السياسية، يلاحظ فيهر اتجاهاً معاكساً. فبدلاً من أن يدافع القادة الأوروبيون عن القيم الإنسانية والحريات العامة والتضامن، فإنهم يميلون إلى تشديد سياسات الهجرة والأمن. كما يضمنون لأصحاب المليارات مزايا ضريبية وتنظيمية مماثلة لتلك المقدمة في الولايات المتحدة.

يرى فيهر أن الديمقراطيات الأوروبية، على ما يبدو، تستغل تجاوزات "مرشدها المتقلب" ليس كإنذار للصحوة، بل كستار لتغطية انحرافاتها السياسية الخاصة. هذا يثير تساؤلات حول قدرة أوروبا على الحفاظ على مبادئها الأساسية في مواجهة الضغوط الأيديولوجية المتزايدة.