الجمعية الوطنية الفرنسية تصادق على مشروع قانون "التبسيط" الذي يلغي مناطق الانبعاثات المنخفضة (ZFE)

الجمعية الوطنية الفرنسية تصادق على مشروع قانون "التبسيط" الذي يلغي مناطق الانبعاثات المنخفضة (ZFE)

في كلمات قليلة

اعتمدت الجمعية الوطنية الفرنسية مشروع قانون "التبسيط" الذي يتضمن إلغاء مناطق الانبعاثات المنخفضة (ZFE). هذا القرار جاء بعد جدل كبير وانقسام حتى داخل الحزب الحاكم.


في خطوة مفاجئة وبعد مسار معقد، صادقت الجمعية الوطنية الفرنسية على مشروع قانون الحكومة المسمى بـ«التبسيط»، الذي يهدف إلى تسهيل حياة الشركات، وخاصة الصغيرة والمتوسطة، و«فتح الاقتصاد». تم اعتماد النص بـ 275 صوتاً مقابل 252.

يهدف القانون، الذي كان يحمل اسم «التبسيط»، إلى تحقيق ذلك، لكن مساره التشريعي اتسم بالتعقيد وتقلبات مستمرة. وعلى عكس مجلس الشيوخ، حيث تم التصويت عليه دون عقبات قبل بضعة أشهر، أحدث هذا الإصلاح انقساماً حاداً في الجمعية الوطنية خلال مناقشته.

من أبرز التعديلات التي أدخلت على النص كانت حذف «مناطق الانبعاثات المنخفضة» (Zones à Faibles Émissions – ZFE). هذه المناطق، التي تم وضعها عام 2019 لمكافحة التلوث والحد من انبعاثات الجسيمات الدقيقة في التجمعات الحضرية الكبرى، تم إلغاؤها بمبادرة من حزبي «الجمهوريون» و«التجمع الوطني»، وبدعم من حزب «فرنسا الأبية» اليساري. اعتبرت هذه المناطق مرهقة لأصحاب السيارات التي تعمل بالوقود التقليدي.

كما تم إضعاف بند «صفر استصلاح صافي» (Zéro Artificialisation Nette – ZAN)، الذي تم التصويت عليه عام 2021 لمكافحة الزحف العمراني على المساحات الطبيعية والزراعية، بشكل كبير.

أدى هذا إلى انقسام داخل الحزب الحاكم «معاً من أجل الجمهورية»، برئاسة غابرييل أتال. على الرغم من دعوة القيادة للتصويت ضد النسخة المعدلة من القانون في محاولة لرفضها مؤقتاً، إلا أن نواب الحزب صوتوا بشكل متباين: 64 صوتوا «ضد»، 14 امتنعوا عن التصويت، و8 صوتوا «مع». كان هذا التوزيع كافياً لإفشال «عملية المعارضة» التي كان يخطط لها رئيس الحزب.

عارضت الأحزاب اليسارية القانون أيضاً، حيث وصفت أحد النواب عن حزب «فرنسا الأبية» النص بأنه «مشروع مخزي» و«يزيل كل الحواجز وحماية الطبيعة». اتهم اشتراكيون الحكومة بـ«الاستسلام لتبسيطية التجمع الوطني».

في المقابل، دعمت أحزاب اليمين «الجمهوريون»، و«التجمع الوطني»، إضافة إلى حزبي الوسط «هورايزونز» و«مودم»، النص بشدة، مما أدى إلى اعتماده بشكل مفاجئ في الجمعية الوطنية.

بعد موافقة الجمعية الوطنية، لا يزال مصير القانون غير محسوم. نظراً لاختلاف النسختين اللتين تم التصويت عليهما في مجلسي البرلمان (الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ)، سيتعين عقد لجنة مختلطة متساوية العدد (CMP) في سبتمبر القادم. لكن الخلافات كبيرة لدرجة أنه لا يوجد ما يؤكد إمكانية التوصل إلى اتفاق بالإجماع، خاصة بشأن إلغاء ZFE الحساس للغاية.

توقع وزير رفيع المستوى، فضل عدم الكشف عن هويته، أن اللجنة المختلطة لن تتوصل إلى نتيجة وأن هذا النص «لن يتحقق أبداً». أشار الوزير إلى حالة الارتباك السياسي العام، حيث «لم يعد أحد يفهم ما نفعله!».

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.