
في كلمات قليلة
صنفت المخابرات الألمانية حزب البديل من أجل ألمانيا كمنظمة متطرفة محتملة، مشيرة إلى زيادة كبيرة في عدد الأعضاء المتطرفين وجرائم اليمين المتطرف. الحزب يحقق تقدمًا انتخابيًا كبيرًا معتمدًا على خطاب راديكالي، مما يثير قلقًا بشأن تداعياته.
صنف المكتب الفيدرالي لحماية الدستور (BfV)، الذي يعتبر جهاز المخابرات الداخلية الألمانية، حزب 'البديل من أجل ألمانيا' (AfD) اليميني المتطرف، كمنظمة متطرفة محتملة. يمنح هذا القرار، المستند إلى تقرير مفصل، السلطات الألمانية صلاحيات مراقبة معززة للحزب، بما في ذلك التنصت والتسلل إلى صفوفه.
وفقًا للتقرير السنوي لـ BfV الصادر في 10 يونيو، فقد ارتفع عدد أعضاء الحزب الذين يصنفهم الجهاز على أنهم متطرفون بنسبة 77% خلال عام واحد، ليبلغ حوالي 20,000 شخص. بالتوازي مع ذلك، شهدت الجرائم ذات الدوافع الأيديولوجية اليمينية المتطرفة قفزة كبيرة بنسبة 47.4% في نفس الفترة، وشملت ست محاولات قتل و23 حالة حريق متعمد.
يحلل الخبراء أن هذا التصاعد في التطرف داخل الحزب ليس عشوائيًا، بل هو نتيجة استراتيجية مقصودة ومدروسة. ويشيرون إلى أن الخطاب الراديكالي كان فعالًا، مما مكن حزب البديل من ألمانيا من تقديم نفسه كقوة المعارضة الرئيسية في البلاد، مستفيدًا من السياق الأمني المتوتر ومستوى عالٍ من الاستقطاب.
نتيجة لذلك، حقق الحزب في الانتخابات الأخيرة في فبراير 2025 أفضل نتيجة له على الإطلاق، بحوالي 25% من الأصوات. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن عددًا متزايدًا من الناخبين يدعمون الحزب عن قناعة، وليس فقط كنوع من الاحتجاج.
الحزب، الذي تأسس في عام 2013 كحركة معتدلة مشككة في الاتحاد الأوروبي، تحول بسرعة ليصبح 'وعاءً أيديولوجيًا' لمجموعات اليمين المتطرف. تم إزاحة الأعضاء المعتدلين، بمن فيهم بعض المؤسسين، تدريجيًا.
رغم أن الحزب رسميًا لا يدعو للعنف أو إنهاء الديمقراطية، إلا أن خطاباته مليئة بالعداء للأجانب (الزينوفوبيا) والإثنو-قومية ومناهضة مجتمع الميم والتقليدية المتشددة، خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة، بالإضافة إلى إشارات مشفرة إلى الاشتراكية القومية (النازية). يلاحظ الخبراء ازدواجية الخطاب: اعتدال ظاهري مصحوب برسائل مشفرة للناخبين الأكثر راديكالية، تصل أحيانًا إلى مراجعة التاريخ واستخدام شعارات من العصر النازي.
ينتشر هذا التطرف من شرق ألمانيا، حيث يتمتع الحزب بقاعدة قوية تقليديًا، إلى المستوى الوطني. وعلى الرغم من محاولات تلميع الصورة الخارجية، يظل الخطاب الأساسي حادًا وقاسيًا.
ردًا على تصنيفه كمنظمة متطرفة محتملة، اتهم الحزب السلطات بـ 'استغلال سياسي' واستهدافه. يرى بعض المحللين أن هذا الرد قد يعزز مكانة الحزب كـ 'ضحية للنظام' بين مؤيديه، بل وقد يجذب ناخبين جدد. ومع ذلك، فإن ثقافة التوافق السائدة في ألمانيا تعيق حاليًا تشكيل ائتلافات حكومية مع الحزب على المستوى الفيدرالي، رغم قوته الانتخابية.
تجددت المناقشات حول إمكانية حظر الحزب، لكن لا يوجد إجماع على هذه الخطوة. في المقابل، ينظم المجتمع المدني في ألمانيا احتجاجات واسعة النطاق ضد صعود اليمين المتطرف. يعتقد الخبراء أن مستقبل الحزب سيعتمد بشكل كبير على قدرة الأحزاب التقليدية على معالجة القضايا الرئيسية بفعالية، مثل الاقتصاد والهجرة، وهو ما يشكل مصدر قلق مباشر للجالية العربية والمهاجرين في ألمانيا.