
في كلمات قليلة
أعيد انتخاب أوليفييه فور زعيماً للحزب الاشتراكي الفرنسي بفارق ضئيل خلال مؤتمره في نانسي. يظل الحزب منقسماً بشدة، مما يثير المخاوف بشأن قدرته على التغلب على خلافاته الداخلية وتحديد استراتيجيته المستقبلية.
عقد الحزب الاشتراكي الفرنسي (PS) مؤتمره في نانسي، بهدف تجاوز الانقسامات الداخلية التي يعاني منها. ومع ذلك، يبدو أن تحقيق الوحدة الكاملة لا يزال أمراً معقداً، كما توقع الكثيرون.
أعيد انتخاب السكرتير الأول الحالي للحزب، أوليفييه فور، لولاية جديدة، بعد فوزه بفارق بضع مئات من الأصوات فقط على منافسه الرئيسي، عمدة روان نيكولا ماير روسينيول. يجمع المؤتمر، الذي يعقد بين 13 و 15 يونيو، مناضلي وممثلي الحزب.
على الرغم من الدعوات للمّ الشمل، يظل الحزب منقسماً إلى قسمين. إعادة انتخاب فور، رغم أنها انتصار له، كانت بفارق ضئيل للغاية، مما يجعله، حسب رأي العديد من الأعضاء، ضعيفاً. تقول إحدى المناضلات من إقليم فار: "لم يتم إعادة انتخابه بشكل جيد، إنه ضعيف. مثل المؤتمرات السابقة، سيكون الأمر معقداً".
بالنسبة للمتقاعدة التي لم تدعم أوليفييه فور، يواجه الحزب خطر الشلل بسبب وجود خطين متقاربين جداً. ويشكو شارل، وهو مندوب اشتراكي، من أن الحزب لا يتقدم، قائلاً: "هذا ما عشناه خلال السنتين الماضيتين. شخصياً، لا أتمنى أن يتكرر الأمر هكذا". يأمل هذا الداعم لنيكولا ماير روسينيول أن يأخذ أوليفييه فور في الاعتبار فوزه بشق الأنفس في قراراته المستقبلية. ويضيف: "عندما يكون هناك خطان متساويان تقريباً، يجب أن نمتلك الذكاء لإيجاد حل وسط".
السؤال المطروح الآن هو ما إذا كان أوليفييه فور سيفتح قيادة الحزب لمنافسيه. يُفترض البت في هذا الأمر خلال عطلة نهاية الأسبوع. تعد عمدة نانت، جوهانا رولان، المقربة من السكرتير الأول، بأن "الوقت الآن هو للمّ الشمل". حتى لو قلل مؤيدو أوليفييه فور من فكرة وجود حزب منقسم وضعيف. يشير مناضل من لاروشيل باستغراب: "إنه تفكير غريب جداً، لأنه في أي انتخابات، عندما تحصل على 50% زائد صوت واحد، تكون قد فزت، نقطة انتهى. ولا نقول: 'مدينتك منقسمة إلى قسمين أو إقليمك منقسم إلى قسمين'". يقول آرثر، مناضل من باريس، بغضب إن الحزب الاشتراكي ليس حزباً بلا بوصلة: "إنه حزب له خط استراتيجي واضح، تم حسمه من قبل 60% من الأعضاء".
لكن بالنسبة لنيكولا ماير روسينيول، المنافس الذي هُزم أمام أوليفييه فور، فإن خط السكرتير الأول ليس واضحاً تماماً، خاصة بشأن مسألة التحالف مع حزب «فرنسا الأبية» (LFI). على الرغم من أن أوليفييه فور يقسم بأنه يستبعد أي اتفاق وطني مع «الأبيين» في الانتخابات البلدية لعام 2026، فإن هذا الموضوع لا يزال يثير الجدل داخل الحزب.